مدينة خالية من معظم سكانها و80 في المئة منها مدمر

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن استياءً يسود الشارع العربي المعارض من قيام «وحدات حماية المرأة» برفع صور زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان في وسط مدينة الرقة الخالية من تنظيم «داعش»، إذ أثار رفع الصورة التي توسطت دوار النعيم في وسط مدينة الرقة، من قبل «وحدات حماية المرأة» المنضوية تحت راية «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العماد الرئيسي لـ «قوات سورية الديموقراطية»، حفيظة أبناء المدينة والشارع العربي المعارض.

وجاء رفع تلك الصورة مع إعلان تحرير المدينة.

وباتت المدينة التي كان يقطنها ما بين 300 ألف و350 ألف مدني، خالية اليوم من معظم سكانها الذين توزعوا المصائر في ما بينهم، فمنهم من قتل ومنهم من أصيب، ومنهم من لا يزال مفقوداً، ومنهم من لا تزال جثته تحت أنقاض الدمار، ومنهم من اختار الهجرة والنزوح من مدينته، إلى مناطق سورية أخرى، فراراً من الموت الذي خيم على المدينة. وتحولت الرقة كتلة من الأنقاض ويعمها الدمار الهائل. ووصلت نسبة الدمار والمباني غير الصالحة للسكن إلى نحو 80 في المئة من مساحة المدينة التي كانت تعد في السنوات السابقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية، ومركزاً لقيادة عمليات التنظيم في البلاد.

وتوقفت المعارك في الرقة في أعقاب مفاوضات طويلة بين «داعش» وشيوخ العشائر المحليين والتحالف الدولي انتهت بتسليم العناصر الأجانب أنفسهم، ونقل العناصر السوريين في التنظيم مع عوائلهم إلى خارج المدينة. بذلك، خسر تنظيم «داعش» وجوده في شكل كامل في محافظة الرقة، بعد طرده خلال الأسابيع والأشهر الفائتة من جانب القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من محور ريفي الرقة الغربي والجنوبي الغربي وريفيها الشرقي والجنوبي، إضافة إلى إنهاء وجود التنظيم من كامل شمال الفرات من جانب «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الدولي، ومن منطقة الطبقة في الضفاف الجنوبية للنهر، وصولاً إلى منطقة العكيرشي في شرق الرقة.

وجاء الدمار الذي شهدته المدينة نتيجة القصف المكثف للتحالف الدولي والقصف من جانب قوات عملية «غضب الفرات» والتفجيرات بآليات مفخخة وتفجير الألغام التي زرعها التنظيم بكثافة في المدينة، ونتيجة للعمليات العسكرية التي شهدتها طوال الأسابيع الفائتة، والتي تسببت في فقدان مئات المواطنين المدنيين الذين ما زال مصير بعضهم مجهولاً.

وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية للمدنيين في أعقاب كشف مصير العشرات منهم أخيراً، بعد أن كانوا يعتبرون مفقودين ومجهولي المصير.

ووثق «المرصد السوري» مقتل 1172 مدنياً، بينهم 276 طفلاً و203 مواطنات، منذ الخامس من حزيران (يونيو) الفائت وحتى اليوم نتيجة ضربات التحالف الدولي.

(الحياة)