مقتربات القوة الذكية الأميركية كآلية من آليات التغيير الدولي لسيف الهرمزي

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب “مقتربات القوة الذكية الأميركية كآلية من آليات التغيير الدولي: الولايات المتحدة الأميركية أنموذجًا” وفي هذا الكتاب، يعرض مؤلفه سيف الهرمزي سرّ القوة الذكية الأميركية في الفكر والأداء، فيرى  إن موضوع القوة والتغيير يُعدّ من الموضوعات المتجددة في الحقول والمجالات المختلفة، ولا سيما في حقل العلاقات الدولية؛ فالقوة هي مادة المدرسة الواقعية التي ترى أن الدول تتصارع من أجل القوة، وأن كل حركة إنما تقوم علة ذلك ليس إلا، وبالتالي لا وجود للمثالية في العلاقات الدولية. أما التغيير، فهناك من شأنه قاعدة فلسفية تقول: “كل شيء يتغير إلا التغيير، فهو ثابت لا يتغير”، ومن هنا جاءت المدرسة الواقعية الجديدة الأميركية بقيادة ريتشارد آرميتاج، والمدرسة الليبرالية الجديدة (الأقرب إلى المثالية) بقيادة جوزف ناي، لدمج أنماط القوة الملموسة (الخشنة- العسكرية- الصلبة- الاقتصادية) والقوة غير الملموسة (الناعمة)، ليخرُج لنا من هذه التوليفة منسجم كلي لجزئيات القوة تحت مسمى “القوة الذكية” التي تدمج هذه الأنماط كلها، وتصبها في بوتقة واحدة لتكون العصا والجزرة في كل أداء. ولا يمكن الاعتماد على القوة العسكرية في تحقيق الأهداف لأن مردودها سيكون سلبياً، ولا سيما في القرن الحادي والعشرين. ولا يمكن في الوقت نفسه الاعتماد على القوة الناعمة في تحقيق الأهداف المنشودة التي تصب في دعم المصلحة القومية العليا، لأن كلتيهما قاصرة بصورة نسبية؛ فالقوة العسكرية يمكن أن ترغم الآخرين على فعل شيء معيّن، لكن صعب عليها إقناعهم بفعل ذلك، وهو ما يعني أن النتيجة تكون عكسية عندما يزول المؤثر الخارجي، وهذا ما حدث في احتلال العراق ما بعد عام 2003.

بذلك، جاءت هذه النظرية ردة فعل للإخفاق الذي اتسمت به الإدارة الأميركية السابقة، أي إدارة بوش الابن، في إثر الإفراط في استخدام القوة العسكرية لتحقيق التغيير، وصولاً إلى التوأمة التي اضطلع بها جوزف ناي، صاحب نظرية القوة الناعمة، ليجعل من الأخيرة أداة مهمة لتعضيد القوة العسكرية والاقتصادية، لأن القوة الناعمة هي الأداة الأهم في ترويض العقول واستمالة القلوب، والتي تخترق الحدود، وتُفقد الدول سيادتها، فتخلق بذلك فجوة بين الشعوب وأنظمتها، ولا سيما أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات ذلك المتمثلة في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وكل ما يتعلق بها. بل إنها أداة العصر، وهي كما وصفها مورغانثو، أخبث الوسائل في استهداف الدول والأشخاص، لكنها ذات آماد بعيدة وغير منظورة.

وتضمت هذه الدراسة أربعة محاور رئيسية وهم: الإطار المفاهيمي لمقتربات القوة الذكية والتغيير الدولي، القوة الذكية الأميركية، القوة الذكية الأميركية كاستراتيجية أداء، ومستقبل القوة الذكية في ظل مقومات القوة الأميركية.

يثع الكتاب في 496 صفحة.