لبنان في “اليونيسكو”: بين الشقيق والام الحنون

لم تمرّ انتخابات المدير العام الجديد لمنظمة “اليونسكو” على خير في الأروقة الدولية ولا حتى في الساحة المحلية. فقبل أن تُحسم النتيجة لصالح الفرنسية أودري أوزلاي على حساب القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، ضجّت كواليس الصرح بانقسامٍ عربيٍّ صريح بين المرشحة المصرية والمرشح القطري، ركونًا الى الخصومة السياسية بين البلدين والتزام مصر مع دول الخليج مقاطعة قطر. في حينها طُرح السؤال الجوهري: لمن سيصوّت لبنان الذي يلتزم في بيانه الوزاري سياسة النأي بالنفس؟

خرجت المرشحة المصرية أمام المرشحة الفرنسية بعد تصدُّر المرشح القطري الجولة الثالثة، لتنحصر المنافسة بين فرنسا وقطر وتحصد الأولى المنصب. وفي كلتا المرحلتين الثالثة والرابعة (الأخيرة) لم ينجُ لبنان من علامات الشكوك، خصوصًا أنها اتجهت الى فرضية تصويته للمرشح القطري على حساب مصر أولًا، ثم على حساب فرنسا ثانيًا مغامرًا بعلاقته بالبلدين العربي الجار والأم الحنون.

بالنسبة الى مصر حسم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الأمر بتأكيده أن “لبنان لم يصوّت لقطر ضد مصر في انتخابات “اليونسكو” بل أبعد نفسه عن المشكلة كما ينص البيان الوزاري بعدما عجز عن تأمين التوافق العربي”.

أما على مستوى الضبابية إزاء الموقف الفرنسي فتؤكد مصادر “الأنباء” أنه لم يكن هناك بين الدول العربية المنضوية تحت لواء المنظمة اتفاقٌ صريحٌ لدعم مرشح واحد بسبب الانقسام العربي إزاء الأزمة الخليجية-القطرية، وبالتالي تشتّت الأصوات.

في حين اكدت على أن أيّ تصويت للبنان لا يؤثر على العلاقة المتينة التي تربطه بفرنسا.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر دبلوماسية ان فرنسا ستتفهم موقف لبنان بالنأي بالنفس والذي كرسه منذ اندلاع الاحداث السورية والانقسام العربي حولها.

رامي قطار- “الأنباء”