علاقة “المستقبل” و”الوطني الحر” ليست بخير … وهذه المحرّمات

تمر العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ باهتزازات متعدّدة. يتفق الفريقان على مختلف التفاصيل المحلية، لكنهما في السياسة الخارجية متباعدان إلى أقصى الحدود. أبرز الملفات التي تزرع الإنقسام بين الطرفين، هي العلاقة والتطبيع مع النظام السوري، النظرة إلى آلية معالجة ملف اللاجئين السوريين، والعلاقة مع إيران. يرفض تيار المستقبل بشكل قاطع تطبيع العلاقات مع دمشق، كما يرفض إعادة اللاجئين بدون خطة واضحة تكفلها الأمم المتحدة، وتتأمن من خلالها مناطق آمنة، فيما التيار الوطني مصرّ على تطبيع العلاقات وإعادة اللاجئين بدون انتظار الحلّ الدولي.

قبل أيام أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق، رفضه لسياسة باسيل الخارجية، واعتبرها أنها تهدد التسوية الرئاسية لأنها تخرج عن البيان الوزاري، ليأتي الردّ عاصفاً من باسيل، الذي اتهم المشنوق بالإستتباع وعدم الإستقلالية، لكن اللافت كان، هو موقف تيار المستقبل الذي اعتبر أن المشنوق يعبّر عن نفسه، ولا يتحدث باسم التيار، الأمر الذي أثار جملة ملاحظات. إذ يعتبر البعض أن المستقبل يلجأ إلى توزيع الأدوار، لأن الرئيس سعد الحريري ومن موقعه كرئيس حكومة لكل اللبنانيين لن يكون قادراً على المواجهة وهو حريص على استمرار التسوية، فيما المشنوق يمكنه المواجهة ورفع الخطاب السياسي.

ولا شك، أن لهذا التصعيد المستقبلي، أهداف متعددة، أبرزها إنتخابية، لأن التحضير للإنتخابات النيابية يقتضي شد عصب الجمهور، وإعلان التمسك بالثوابت وعدم الإنحياز عنها، خاصة في ظل ما يحكى من معلومات عن تصدّع وإحباط يصيب الشارع السنّي، وبالتالي لا بد من إعادة تصويب المسار السياسي من خلال المواقف السياسية التي سيتخذها التيار الأزرق، ويعتبر المشنوق، أن سياسة الصمت والسكوت لم تعد تنفع، لأنها قد تؤدي إلى الخسارة في الإنتخابات النيابية.

ومن جملة ردود المستقبليين، على كلام باسيل، يبرز الإنتقاد لما أثاره وزير الخارجية حول مسألة مصالحة الجبل، إذ يعتبر مسؤولون مستقبليون للأنباء أن باسيل يستحضر نبش القبور بأهداف غير معروفة ولأسباب غير مبررة، معتبرين ان المعركة الإنتخابية والحصول على مقاعد نيابية لا يمكن أن تمرّ بزعزعة الإستقرار، وباستعادة خطابات تعزز الإنقسام والتفريق. لأن الوحدة الوطنية والعيش المشترك أهم من كل البرلمانات والكتل النيابية.

الأهم بالنسبة إلى المستقبل، هو أن رفع باسيل لسقف كلامه، ليس وليد لحظته، بل هو مخطط، ويؤكد المستقبليون، أنه لم يعد بالإمكان بعد اليوم التسليم بمواقف باسيل، والسكوت عنها وتقديم التنازلات له، لأنهم لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، خاصة أن باسيل بدأ يصل إلى التعرض لمحرمات، أولها مصالحة الجبل، وليس آخرها التطبيع مع النظام السوري، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه، أو الإنحناء امامه.

ربيع سرجون – الانباء