عندما تكون الأجواء اللبنانية كالمشاع السائب لحروب المنطقة… أين تكون وزارة الخارجية؟

يُروى أن الفنان وديع الصافي أصدر أغنيته “سيجنا لبنان” عقب أزمة لبنانية مع دولة مجاورة، لتتحول إلى أغنية وطنية من يوميات اللبنانيين.

إلا أن تاريخ لبنان لا يوحي أبداً بأنه أقدم يوماً على تسييج حدوده لا جنوباً ولا شرقاً وشمالاً، لا براً ولا بحراً ولا جواً.

فطائرات العدو الإسرائيلي تعتبر الأجواء اللبنانية أجواءاً إقليمية تابعة لبنان تستطيع أن تصول وتجول فيها كيف ومتى تشاء، حتى أنها وضعت حظراً على الطائرات الحربية السورية بعد الاجتياح في العام 1982 ورسمت لها الحدود التي يمكن أن تصلها في لبنان، وكان الرادار السوري ابان عهد الوصاية في ضهر البيدر هدفاً إسرائيلياً أساسياً.

أما الجديد الذي طرأ في الفترة الأخيرة فبدا كأنه تغيير في قواعد الاشتباك الاقليمي، بعد المناورات الجوية التي تكررت أكثر من مرة بين الطيران السوري والإسرائيلي فوق لبنان، هذا إلى جانب حركة طائرات الاستطلاع التابعة لحزب الله والتي أدخلها حديثاً في حربه مع إسرائيل.

واللافت أكثر من ذلك الصمت اللبناني الرسمي حيال ما جرى لا سيما من قبل وزارة الخارجية التي من أبسط واجباتها أن تحتج وتقدم شكوى ضد كل من يخرق الأجواء اللبنانية، وصحيح أنها فعلتها أكثر من مرة الآن وفي حكومات سابقة ضد إسرائيل إلا أنها بدت غائبة عن الصورة إبان تحول سماء لبنان إلى مشاع اقليمي لحروب المنطقة.

فما سبب هذا الصمت المريب وكيف ستتصرف متى تكرر هذا الخرق من أي طرف إقليمي؟

المحرر السياسي – الأنباء