إمّي أقوى من إمّك… “طبخة” تلفزيونية ناجحة!

 

صحيحٌ أن عبارة “بيّي أقوى من بيّك” بات “كليشيه” يستخدمه اللبنانيون من باب المزاح كلما حلت لهم مقارعة بعضهم بعضًا، بيد أن عبارةً شبيهة تطفو أخيرًا على السطح وتسيطر على الشفاه والفضل في ذلك للشاشة الصغيرة: إمّي أقوى من إمّك.

يوم حُكي عن انتقال الإعلامي المرح ميشال قزي (ميشو) من تلفزيون المستقبل الى المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI تساءل كثيرون عمّا يمكن لميشو أن يقدّمه في قالبٍ جديد يُبعده عن استنساخ نفسه في الشاشة “المستقبلية” وفي الوقت عينه لا يسلخ عن جلده صبغة المرح التي اتّسم بها في كل ما قدمه. كانت الأيادي على القلوب يوم أعلِن عن البرنامج بعنوان “إمّي أقوى من إمّك” في ظلّ وجود الشيف المرح أنطوان الحاج الذي يطل هو الآخر عبر الشاشة الوطنية (تلفزيون لبنان).

انطلق البرنامج وعُرِضت الحلقة الأولى منه ليكتشف اللبنانيون “Format” لذيدًا أبطاله ثلاثة ثنائيات مؤلفة إما من أمٍّ وابنها وإما من أمّ وابنتها. تتبارى الثنائيات كلّ على حدة بحيث على الابن أو الابنة أن يحضرا طبخةً من اختيار المعدّين على مرأى من الأمّ نفسها التي تكتفي بإعطاء التوجيهات في 25 دقيقة وهو وقتٌ ضيّق نسبيًا لإنتاج طبخة مكتملة ومطهوّة جيدًا، على أن يُسمح للأم بالدخول لمعاونة الابن أو الابنة، ولكنّ دخولها يكلفها مضاعفة سرعة الوقت وبالتالي خسارة مزيد من الثواني والدقائق.

تنتهي الدقائق الـ25، يتذوق الشيف أنطوان وميشال الأطباق الثلاثة هذا إذا كانت تؤكل، وبناءً على ذلك يقرّر الشيف الطبق الأفضل والثنائي الفائز على أساسه.

أما في غمرة المسابقة التي نادرًا ما تكتسي طابعًا جديًا، فانتقاداتٌ من الثنائيَّين الآخرين للثنائي الذي يطهو، ومزاحٌ من ميشو الذي يشعل المسرح والجمهور بتعليقاته وحركاته.

في اختصار، “إمّي أقوى من إمّك” يبدو أشبه بطبخةٍ شهيّة وناجحة ومسليّة بالنسبة الى شعبٍ يحتاج الى حدٍّ أدنى من الترفيه في بلدٍ تتراكم أسباب التوتّر وعرض العضلات، ويصرخ كلّ زعيم في وجه الآخر: سلطتي أقوى من سلطتك.

رامي قطار- “الأنباء”