راشيا – عارف مغامس

دشنت جمعية نينوى ضاهر وأهالي وبلدية بيت لهيا في قضاء راشيا مزار السيدة العذراء الذي أشيد عن روح الراحلة الإعلامية والناشطة السياسية نينوى غندور ضاهر التي قضت غدرا في الأرجنتين  في احتفال حاشد أقيم برعاية راعي أبرشية زحلة للموارنة  المطران جوزيف معوض الذي ترأس قداسا احتفاليا لراحة نفسها أقيم في كنيسة مار الياس بحضور عضوي اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور والنائب أنطوان سعد وعضو كتلة المستقبل النائب أمين وهبي، غيتا العجيل ممثلة رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميل، مفلح مفلح ممثلا حزب القوات اللبنانية في البقاع الغربي وراشيا، والنائب السابق سليم عون ممثلا وزير الخارجية جبران باسيل، والنائب السابق فيصل الداود  وسفير الارجنتين ريكاردو لارييرا، مدير عام وزارة المغتربين هيثم جمعة، لفيف من الاباء والكهنة، رئيسة بلدية بيت لهيا جيزال خوري، ومختار البلدة قزحيا ابي يونس وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي منسق هيئة راشيا في التيار الوطني الحر طوني الحداد مسؤول تيار المردة في راشيا موسى زغيب، ممثلي أحزاب وتيارات سياسية  نائب رئيي اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، وفد من جامعتي الكسليك وروح القدس ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفعاليات.

استهل الإحتفال بقداس احتفالي ترأسه المطران معوض وعاونه راعي ابرشية بيت لهيا الاب جورج مفلح وعدد من الكهنة. ثم ألقى معوض عظة قال فيها: “تقدم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفس المرحومة نينوى ضاهر ناقلا بركة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي”.

واضاف: “تهيأت نينوى من خلال التربية البيتية وما تلقته من علم لتخوض في غمار  العمل الإعلامي في الأرجنتين فتوزع نشاطها بين المحطات الإذاعية والتليفزيونية والصحف والمجلات والتزمت بنشر القيم الاجتماعية والدينية والمناشدة لاحقاق حق المحرومين  وتوفير العيش الكريم لهم وتعزيز دور الشباب في المجتمع والتعريف بلبنان وطن عائلتها واجدادها.  وقال حفظا لذكراها أرادت عائلتها أن تقيم تمثالا للعذراء مريم على نيتها”.

وفي التدشين كانت  كلمة مؤثرة لوالدتها أليسار فقالت: “اليوم يصادف عيد الام في الارجنتين  وانا موجودة في بلدتي في لبنان مع ابنتي سمية ومع روح ابنتي نينوى واعربت عن فخرها بابناء بلدها وشكرها لكل من شارك وسهل انجاز هذا الاحتفال وهذا المزار، ونينوى عادت الى بلدها  مع العذراء التي ترافقها والى بيت لهيا وهذا ما يسكن قلبي عن الوجع وهي ذكرى دائمة ورسالة محبة ومثال للمودة والجمع بين اللبنانيين وتقريب المسافات عبرت فيها عن المها  لفقدان ابنتها  في الاغتراب وحزنها الكبير على فراقها، لكن الفرح يغمرها  في بلدتها  الام بيت لهيا وفي إقامة مزار السيدة العذراء الذي سيبقيها  حية في نفوس وقلوب محبيها”.

وزار الحضور مقر بلدية بيت لهيا حيث كان في استقبالهم رئيسة البلدية جيزال  خوري  وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات فالقت خوري  كلمة  رحبت  فيها بالضيوف، وأعربت عن فخر بيت لهيا بعائلة  نينوى المتجذرين في بلدتها. وقالت “اجتمعت الايادي البيضاء اللبنانية الأرجنتينية  في حفل تدشين مزار امنا العذراء عن نفس الراحلة نينوى ضاهر المتربعة  على عرش السماء، واليوم تكرم نينوى في بلدتها جارة حرمون  فيعز علينا  تكريمها وهي بعيدة بالجسد  لكنها سكنت في قلوبنا وهي ترانا من عليائها وفخورة بأهلها ومحبيها، وأضافت نينوى زهرة زرعت في بلاد الاغتراب  وفتح عطرها في العالم  وهي أروى ارتقت إلى السماء برحيلها المبكر المفجع.

احتفال التدشين  تحول إلى عرس شاركت فيه فرق دبكة من التراث اللبناني ومن الفن الارجنتيني.

نبذة عن حياة الراحلة نينوى ضاهر

بدأت نينوى ممارستها الاعلامية وهي في سن السابعة عشرة من عمرها في برنامج اذاعي انشأته حول العلاقات الارجنتينية اللبنانية وانتقلت بعد ذلك الى العمل التلفزيوني وعملت طوال 9 سنوات في تقديم برنامج مخصص للجالية اللبنانية والسورية في الأرجنتين وطوال 6 سنوات في تقديم وإدارة العديد من البرامج الاخبارية والتحليلية في قناة 5 الفضائية.

شاركت ايضا في اعادة تأسيس تنظيم الشباب الأرجنتيني اللبناني التابع للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وترأست تنظيم اتحاد الشباب الأرجنتيني العربي ونظمت بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين اول مخيم في لبنان للشباب المغترب.

كما تعاونت مع منظمة اليونسكو وشغلت العديد من المقاعد التدريسية في جامعات الأرجنتين وأشرفت على تنظيم منتديات عديدة حول دور الشباب في المجتمع وكيفية الحفاظ على القيم الاجتماعية.
حصلت على العديد من الجوائز في حياتها وبعد رحيلها الجسدي من بينها سفيرة السلام من مؤسسة “مانيلا”، ودرع الرئاسة من رئيس الجمهورية اللبنانية.

تركت مؤلفات عديدة من بينها كتاب “رسائل الى يسوع” (قيد الطبع)، وكتاب “قصص صغيرة لقلوب كبيرة” الذي صدر عام 2017 بالإضافة الى مئات المحاضرات والرسائل والمقالات والقصص المنشورة في الصحف الارجنتينية والعربية والأمريكية اللاتينية.

كان ارتباطها بلبنان يرافقها في كل حين، وكتب احد الاعلاميين يقول ان تاريخ الجالية اللبنانية يمكن توزيعه الى قسمين ما قبل نينوى ضاهر وما بعدها واصدر برلمان العاصمة الأرجنتينية قانونا بالإجماع اعتبر يوم ميلادها في 3 تشرين الاول “يوم الشاب الارجنتيني العربي”، ثم اصدر الكونجرس الأرجنتيني بمجلسيه النواب والشيوخ قانونا فدراليا اعتبر يوم ميلادها “يوم الشاب الأرجنتيني اللبناني”.

من العبارات الشائعة عنها والتي حفرت على العديد من اللوحات التذكارية في الأرجنتين قولها “أجنحتي سأعطيها لكم جميعا…بودي ان يحلق العالم بطاقتي… فمن ليس لديه اجنحة ستعطى له… ومن كان يحلق فليرافقني… اريد ان اشملكم جميعا بمحبتي… اريد ان املأ القلوب الفارغة فرحا… وان امحو الاحزان وارسم البسمات… اهديك يا يسوع صحتي وجمالي وذكائي ومؤهلاتي التي ليست إلا هبة من الله لهذه النفس التي تقطن هذا الجسد…. فلا تجعلني انانية ولا متكبرة ولا ان انسى اخي المحروم. اجعل مني اداة نضال لتحقيق العدالة والمساواة”.

انشأت عائلة نينوى مؤسسة تحمل اسمها لمواصلة رسالتها. وفي اطار هذه المؤسسة انشأت قسما اكاديميا يشتمل على برنامج للتبادل والعلاقات بين لبنان والأرجنتين وللحفاظ على الحضور اللبناني وثقافته العريقة في الأرجنتين عبر والنشاطات الاكاديمية ومن بينها المحاضرات والندوات وترجمة الكتب وتبادل الطلاب والمعلمين وتقديم المنح للدراسة عن بعد او حضوريا للشباب الأرجنتيني من اصل لبناني ممن يرغبون بتعلم اللغة ومعرفة اوضاع لبنان وتاريخه وتراثه الثقافي.

وقد وقعت المؤسسة اتفاقيات تعاون مع جامعة “الروح القدس في الكسليك USEK” وجامعة نوتردام اللويزة NDU وعدد من الجامعات الأرجنتينية التي انشأت فيها كراسي دراسية باسم لبنان. وتقدم اباسمها منحة سنوية لدراسة الماجيستر في مجال الاعلام البحثي كما واقمت باسمها صالة مجهزة بأحدث التكنولوجيا الرقمية للتدريس وإلقاء المحاضرات.

وفي المجال المسؤولية الاجتماعية تبنت المؤسسة مدرسة كرة قدم للأطفال وإقامة بطولة سنوية تحمل اسمها لمدارس كرة القدم للناشئين واهتمت في مجال التعليم والتربية بتنظيم دورات سنوية لدراسة المواضيع ذات العلاقة بالحالة السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية في لبنان ودول منطقة الشرق الأوسط وتقديم منحة دورية لأحد شباب الجالية للسفر الى لبنان وقامت بإهداء تمثال جبران خليل جبران لحكومة العاصمة الأرجنتينية التي وضعته في حديقة مشاهير الكتاب وهو من اعمال النحات المشهور رودي رحمة.

وواصلت المؤسسة ما كانت تقوم بها نينوى في المجال الديني، فقدمت المؤسسة المساعدات المالية اللازمة لترميم حدائق وجوار ثلاث كنائس وإقامة المزارات فيها. والآن يضاف مزار السيدة في بيت لهيا.

(الانباء)