هل بدأ الرد الايراني على استراتيجية ترامب في كركوك؟

اتهم قادة إقليم كردستان العراق،  قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة الهجوم العسكري الواسع النطاق على مدينة كركوك المتنازع عليها شمالي العراق، في وقت تحدثت مصادر طبية عن مقتل 10 من عناصر البيشمركة خلال الاشتباكات مع القوات الحكومية، وفرار الآلاف من المدنيين.

وذكرت القيادة العامة لقوات البيشمركة في بيان اصدرته، “إن حكومة بغداد التي يرأسها حيدر العبادي استعانت بالحرس الثوري الإيراني في الهجوم”، متعهدا بأن “تدفع الثمن غاليا”.

واتهم البيان حكومة العبادي بأنها “تشن حربا على الشعب الكردي”، مشيرا إلى أن ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران “تستخدم دبابات التحالف الدولي نوع أبرامز” في الهجوم.

59e0b5ecd43750cd538b4567

من جهته قال المستشار الأمني السابق في وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية مايكل بريخت إن قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يشرف على العمليات العسكرية التي تخوضها ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من ايران في كركوك، وقال بريخت في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر  “إن الطائرات الأميركية التي تراقب أجواء الغراق رصدت عمليات عسكرية في كركوك”، وأضاف أن “سليماني يشرف على عمليات كركوك بعد يومين من خطاب ترامب القوي ضد إيران”. وكتب في تغريدة أخرى “إيران تختبر عزم الرئيس ترامب خلال الهجوم على حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في كركوك بعد أقل من 60 ساعة من وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب”.

وتأتي هذه التطورات فيما تتهاوى مواقع القوات الكردية في محيط مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العراق وكردستان، بعد هجوم القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي، حيث أعلنت بغداد سبطرة قواتها على عدد من المواقع جنوبي كركوك التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية ومنها قاعدة (كي 1). الجوية ومنشأة غاز الشمال، ومحطة توليد كهرباء كركوك.

وكانت طهران قد اتخذت موقفا معارضا للاستفتاء الكردي وما تلاه من خلافات بين بغداد وإقليم كردستان واتفقت مع تركيا والعراق على الرد على الاستفتاء الذي أيد  فيه غالبية الأكراد الاستقلال عن الحكومة المركزية.

وكانت ذكرت مصادر صحفية ان قائد فيلق “القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، زار اربيل يوم اول من امس للتباحث مع قادة اقليم كردستان بشأن الأزمة المتصاعدة بين قادة الاقليم والحكومة العراقية، لكن أي من التفاصيل لم ترشح عن تلك الزيارة،  التي تحركت بعدها قوات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي باتجاه كركوك .

slymny

في سياق كردي داخلي، تحدث بيان للبيشمركة عن “خيانة” عدد من قيادات حزب  الاتحاد الوطني الكردستاني  التي تتولى ألوية من قوات البيشمركة الموالية له الانتشار في مدينة كركوك الغنية بالنفط،  والتي اعطت الامر لمقاتليها بالانسحاب من مواقعهم ما فتح الطريق أمام القوات العراقية وميلشيات الحشد الشعبي للسيطرة عليها.

وإذ تعد محافظة كركوك من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل منذ نحو 14 عاما ، فإن مجموع مساحة المناطق الخلافية تبلغ نحو 37 ألف كيلومتر مربع.

ومن بين هذه المناطق، شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك التي تتمتع بحكم ذاتي.

ويعيش قرابة 1,2 مليون كردي، في أراض محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى وكركوك. وتوجد في تلك المناطق ايضا أعداد كبيرة من التركمان، خصوصا في محافظات صلاح الدين وكركوك.

بعد حرب الخليج الأولى عام 1990، بات الإقليم الكردي، الذي يبلغ عدد سكانه 5,5 ملايين نسمة ومساحته 75 ألف كلم مربع، يتمتع بحكم ذاتي بحكم الواقع، حيث تم ترسيخ ذلك دستوريا عام 2005.

777777777779999

وكانت قوات البشمركة قد سيطرت تدريجيا على المناطق المتنازع عليها، مستغلة ضعف القوات المسلحة العراقية التي كانت تعيد تشكيل وحداتها إثر قيام الحاكم الأميركي بول برايمر بحل الجيش والقوات المسلحة بعد اجتياح العراق عام 2003.

وينتشر المقاتلون الأكراد ضمن مساحة 23 ألف كلم مربع من الأراضي، 9 آلاف منهم في محافظة نينوى، و6500 في محافظة كركوك و1500 في محافظة صلاح الدين و3500 في ديالى و2500 في منطقة مخمور، التي يعتبرها الأكراد جزءا من محافظة أربيل، وكانت ملحقة بمحافظة نينوى في تسعينيات القرن الماضي.

فوزي ابو ذياب – الانباء