هكذا ردت مصادر كنسية عبر “الانباء” على المتنكرين للمصالحة

“الأنباء”

عندما أقرّ اللبنانيون اتفاق الطائف توافقوا على نسيان الماضي الأليم والتطلع نحو المستقبل وإعادة بناء الدولة والعمل على إزالة رواسب الحرب من النفوس، لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة من العمل لإعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد انطلقت بإزالة الحواجز السياسية والنفسية وبناء ما تهدم وعودة من تهجر. الى أن أتت مصالحة الجبل التاريخية برعاية الجليل الإحترام مار نصرالله بطرس صفير ومباركته، والتي توّجت العودة الكريمة، لما شكلته من رمزية على الصعيد الوطني.

 

وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وخلال جولته الأحد إعتبر من “سوق الغرب” ان إكتمال المصالحة له قواعد ثلاثة: عودة نفسية، عودة سياسية، وعودة اقتصادية. وإستبق هذا الرأي بكلام في رشميا إستحضر فيه الماضي الأليم، ما أثار إمتعاض بعض الحاضرين في الإحتفال، ومن ثم إستدعى رداً من النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور.

 

وتعليقا على هذا الكلام، قالت مصادر كنسية واكبت المصالحة التاريخية عام 2000 لـ “الأنباء” إن المصالحة بما تعني، تفترض من كل عامل بالشأن العام أن يساهم في ترسيخها والبناء عليها، وأن يدفع بإتجاه تعزيزها بالكلمة الطيبة، لا أن يعمل بعكس مضامينها ومفاهيمها من أجل كسب شعبي آني.

 

مضيفة ان إستحضار مآسي الماضي، لا يعزز “العودة النفسية” ولا يساعد في “العودة السياسية” ولا يقوّي “العودة الإقتصادية”. بل ما يعزز العودة ويثبّت المصالحة هو التطلع الى المستقبل بقلوب صافية، والعمل على تأمين حاجات القرى والبلدات، وإشعار الناس بالطمأنينة، والمحافظة على أجواء المحبة القائمة بين كل المكونات وتعزيزها بكافة السبل.

 

مصادر سياسية لفتت لـ “الأنباء” الى أن العودة السياسية كما يقصدها الوزير باسيل يحددها الناخب في صندوق الإقتراع، مشيرة الى التنوع السياسي الموجود حاليا في الجبل، والذي أفرزته الانتخابات النيابية عام 2009، إلا إذا كانت العودة السياسية بمفهوم باسيل تعني أن يتمثل مسيحيو الجبل بنواب ينتمون الى التيار الوطني الحرّ فقط. وأضافت، الكل يعرف أن الجبل ربما يكون المكان الوحيد في لبنان الذي يمارس فيه العمل السياسي بكل حرية وانفتاح وبعيدا عن اي ضغوط. وما افتتاح باسيل امس مكتبا جديدا للتيار الوطني الحر في سوق الغرب، وقبله بأشهر في دير القمر، وفي العديد من قرى وبلدات الجبل إلا دليلا على ذلك.

 

(الأنباء)