راشيا – عارف مغامس

 

احتلت مدينة راشيا موقعا بارزا في حقل الصناعات الغذائية التحويلية، ويأتي دبس العنب في مقدمتها، بوصفه منتجا له خصوصية الطعم والصنع والتقانة والاهتمام الخاص، إذ تنتشر معاصر العنب في عدد من قرى القضاء فيما تستحوذ بلدة راشيا على النصيب الأكبر منها.

هذا المنتج التشريني، الذي تعتاش منه عشرات العائلات، والذي بات مقصدا لمحبي الريف ولأهل المدن وقاطنيها من أبناء القرى النائية، احتفلوا على طريقتهم مع أهالي راشيا في “يوم الدبس” خلال المهرجان الذي نظمته جمعية “راشيا اند بيوند” برعاية بلدية راشيا الوادي ليصبح  النشاط تقليدا سنويا من اجل تسويق المنتج الموسمي من دبس العنب ومشتقاته ضمن برنامج سياحي بيئي فني متنوع تخلله عرض لمنتجات راشيا من دبس العنب والصناعات الريشانية، وزيارة لعدد من المعاصر اضافة الى رحلة مشي على سفوح جبل الشيخ وغرس بضع شجرات من الارز .

 

بسام دلال

رئيس بلدية راشيا بسام دلال أعرب عن فرح المشاركين بهذا اليوم المميز الذي يعكس صورة راشيا الأصالة والتراث الشعبي الذي يحتل حيزا أساسيا من اهتمامنا  في البلدية، فآلينا على أنفسنا  أن نبرز ونضيء جانبا من تراثنا الإجتماعي، معتبرا أن راشيا ليست فقط قلعة الاستقلال والسوق الأثري وجبل الشيخ، بل هي ايضا هذه السياحة البيئية والتراث القروي والمونة البيتية من دبس العنب الذي تتميز به راشيا عن باقي المناطق، والعسل الطبيعي النقي والتين والفواكه، راشيا الغنية بطيبة أهلها وكرمهم  وحبهم للضيف، مشيرا إلى “أن يوم الدبس جمع أكثر من ألف مواطن من مناطق لبنانية متعددة، وسوف نكرسه ملتقى سنويا وسنعمل لدعم هذا القطاع وتطويره كونه قطاعا نظيفا وخاليا من المواد الحافظة”، وكما قال اجدادنا “دبس العنب مسامير الركب”.

ونوه دلال بجهود رئيس جمعية “راشيا أند بيوند” نزار مهنا على جهوده  لانجاح يوم الفرح والتلاقي مؤكدا أن البلدية معنية بتراث البلدة وبمنتوجات مزارعيها، واحتضانهم وتشجيعهم وخلق المبادرات التي من شأنها تحسين الانتاج وتصنيفه.

 

بهاء القضماني

من جهته، أوضح مدير إنتاج معاصر دبس عنب “جبل الشيخ” بهاء القضماني أن دبس راشيا فخر الصناعة اللبنانية بجودته العالية والمتقنة، خاصة بعد تحديث هذا القطاع وتطويرعملية إنتاجه وتحضيره، وقريبا سوف نحصل على شهادة “أيزو 22 الف” نلناها على مقاييس الجودة والنظافة، خصوصا أن راشيا من بين الاقضية الاكثر شهرة في إنتاج دبس العنب وتصديره بشروط عالمية وبمواصفات فائقة الجودة.

وأشار القضماني إلى إنتاج نوع جديد يسمى “سيروب العنب” بمواصفات عالمية، بديلا من السكريات والقطر، وهوغني بما يحتويه من عناصر غذائية طبيعية وصحية يستخدم للحلويات ولمرضى السكري، ويفيد للضغط وبعض الأمراض، وقريبا سوف يساهم إنتاجه في حل مشكلة تصريف انتاج العنب إلى السوق المحلية وفي الخارج. واعتبر أن يوم الدبس هو يوم الوفاء للطبيعة وللبيئة الصحية ولتراث راشيا الذي نعتز به وسنحافظ عليه من خلال حماية هذه الصناعة.

 

نزار مهنا

رئيس جمعية “راشيا اند بيوند” نزار مهنا نوّه بالنجاح الذي حققه يوم الدبس، مؤكدا أن الفرحة كانت كبيرة على وجوه أكثر من ألف مواطن من الذين لبوا دعوتنا ومشوا في طبيعة راشيا ومحمياتها، وتعرفوا على منتوجاتها الطبيعية والصحية، خصوصا دبس العنب وأنواعه، مثنيا على دور بلدية راشيا في رعاية النشاط ودعمه ليصبح نشاطا سنويا، لأننا سنسعى إلى تفعيله وجعلها يوما لكل لبنان.

ألفت البعيني التي قدمت من مزرعة الشوف لأول مرة إلى سوق راشيا التراثي وقلعة الاستقلال، أعربت عن سرورها  لروعة هذه البلدة وكرم اهلها، واعتبرت أن يوم الدبس هو يوم لتعزيز التلاقي والعودة إلى الأرض النقية البعيدة من التلوث، خصوصا أن صناعة العنب خالية من أي مواد حافظة أو كيميائية، وقالت سوف اشجع على زيارة هذه البلدة النموذجية  المحبة بناسها والمتميزة بجودة إنتاجها.

 

ممثل جمعية غرين أورينت مازن حلواني من مرستي في قضاء الشوف  الذي قام مع أعضاء الجمعية بغرس شجرة أرز في باحة قلعة الاستقلال، أشار إلى أن “يوم الدبس” تحول إلى عرس تراثي للفرح وللمنتوجات الريشانية وتعرفنا على أفخر أنواع الدبس وعصائره  المميزة  وعلى السوق الأثري الفريد في لبنان. وهو يوم استثنائي نشارك  فيه للسنة الثالثة على التوالي  معربا عن سعادة المشاركين .

يوم دبس العنب أعاد راشيا إلى خارطة السياحة البيئية وشكل حراكا تجاريا وسياحيا، في سوق تسعى البلدية جاهدة إلى إحياء دوره التراثي  والجمالي عبر نشاطات هادفة ومتنوعة ليبقى سوقا مفتوحا للجميع  ومحطة للتلاقي والتنوع.

 

 

(الانباء)