رسالتي الى الرفيق تيمور

د. صلاح ابو الحسن

قدر المختارة السياسي ان تبقى مستنفرة. قدرها عبر التاريخ ان تبقى حاملة لواء الوطنية والعروبة ولواء قضايا وهموم الناس الإجتماعية والمطلبية عبر الهيئات والمنظات الرافدة للحزب التي رعت النقابات العمالية والطلابية وقضايا العمال والمثقفين والفلاحين والمزارعين… فالحزب التقدمي الإشتراكي هو حزب كل هؤلاء.. حزب النضال من اجل ديمقراطية “العلم والعمل” وحزب كل القضايا الوطنة والعربية.. وحزب الذين “ليس على صدورهم قميص”.. الذي يجب ان لا يبقى شعارا..

تيمور جنبلاط

وقدر الحزب ان يدفع الدم ثمنا لنضالاته ومواقفه السياسية والوطنية من استشهاد حسان ابو اسماعيل الى معمودية الدم في الباروك الى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن عروبة لبنان وعن القضية الفلسطينية.. الى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الجبل وتنوعه واهله الى انور الفطايري شهيد العودة.. مرورا بشهيد الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية المعلم كمال جنبلاط شهيد لبنان والعرب والعالم الحر..

ومن ابرز المحطات السياسية للحزب: “الثورة البيضاء” التي أدّت الى اسقاط الرئيس بشارة الخوري الذي اتسم عهده بالفساد.. وسقوط اول شهيد من الحركة الطلابية هو الرفيق حسّان ملحم ابو اسماعيل وإصابة رفيقنا مصطفى نصرالله الذي عاش طوال حياته مقعدا، برصاص الأمن اللبناني في التظاهرة الطلابية، ضد “حلف بغداد” الذي تشكل من بريطانيا والعراق وايرن وباكستان وتركيا.. و”ثورة 1958″ ضد الرئيس كميل شمعون.. الى تشكيل “الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية” بقيادة كمال جنبلاط..

ثوار-1958

ثم كانت مواجهة الإجتياح الإسرائيلي وعملائه للجبل عام 1982، وفتح طريق “المقاومة” الى الجنوب اللبناني وطرد العدو وحلفائه من لبنان..

ثم كانت “ثورة الإستقلال” ثورة المليون ونصف مليون لبناني”، التي قادها الرفيق وليد جنبلاط وأدّت الى خروج الجيش السوري ومخابراته من لبنان اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري..

الرفيق تيمور، استرجاع بعض المحطات ليس القصد منها نكء الجراح ابداً.. بل بقصد تذكير من افتقدوا الذاكرة، ان موقع المختارة الوطني والعربي والعالمي هو ثمرة نضال وطني كبير وطويل.. وقدر كل القادة الذين مروا في دار المختارة التضحية بانفسهم دفاعا عن عشيرتهم وجبلهم المتنوع وعن لبنان العربي.. فالموقع ليس منّة من أحد وليست بحاجة لشهادة أحد.. وحده تاريخها بشهد..

“المختارة” ليست قرية وليست قصراً، انها محطة سياسية تاريخية اساسية.. ولا يمكن فصل تاريخ لبنان القديم والحديث عن تاريخ “المختارة”.. انها الركن الأساسي والأهم لقيامة لبنان..

المختارة

ودار المختارة هي دار “الوطنية والعروبة” وكل من يقصدها يعتبرها داره وليست دار آل جنبلاط وحدهم.. وهي كانت ولم تزل وستبقى ملجأ ومقرا لكل المظلومين الفارين من السجن العربي الكبير.. وملجأ للهاربين من ظلم مخابرات الوصاية والنظام الأمني اللبناني – السوري..

ومصالحة الجبل التاريخية بقيادة ورعاية الكبيرين وليد جنبلاط وضمير لبنان الكاردينال نصرالله بطرس صفير خير مثال.. ولا يعتقدن أحد من “الجهابذة” الجدد ان تاريخ لبنان بدأ اليوم معهم..

رفيقي تيمور، البعض عن نية صادقة أو سيئة، يحلو لهم المقارنة بينك وبين والدك وجدك.. ليطمئن الجميع انك تشبه الإثنين معا، فمن كان سليل عائلة اتسمت بالحكمة والثقافة والرجولة والوفاء والجرأة والشهامة والإقدام، من الست نظيرة الى كمال جنبلاط الى الست مي شكيب أرسلان وصولا الى “استاذك” وليد جنبلاط كما وصفته انت.. لا خوف عليه.. إلا من الغادرين والوصوليين والإنتهازيين ومن “الطواويس”.. وكل هؤلاء كانوا حاضرين في كل المراحل والحقبات.. وكانت نهايتهم معروفة..

كمال ووليد جنبلاط

رفيقي تيمور، اضافة الى ذلك، انت محاط بجماعة كبيرة من الأوفياء والأشراف والمخلصين والصادقين.. ومحاط بحزب تاريخي اسسه معلم كبير هو كمال جنبلاط، وحولك اليوم “نخبة” من الكوادر الشباب والمثقفين، يشبهونك الى حدّ ما، قادرون على التضحية والعطاء، واستعير هنا كلاما للمعلم “الشباب سن البطولة”.. والرهان عليهم رابح حتما..

رفيقي تيمور، اما نحن، الجيل المخضرم، وهذه تسمية أفضل من “الحرس القديم”.. تلاميذ كمال جنبلاط ورفاق وليد جنبلاط.. فسنكون دائما وابدا الى جانبك ساعة ترى ذلك مناسبا وضروريا..

واخيرا، لا بديل عن حماية وصيانة وتطوير “الحزب”، لأنه يبقى عنوان النضال الوطني والعربي و”تأشيرتنا” الى الخارج، والى المنظمات السياسية، لبناء علاقات ثابتة ومتينة مع قادة العالم العربي والدولي..

ونحن مدعوون اليوم لتصويب النضال السياسي من خلال قيادة حركة وطنية لبنانية “متجددة”، ونحن كحزب وحركة وطنية قادرون ومؤهلون لاطلاق “برنامج مرحلي” جديد.. علّنا نتمكن من العودة الى “الزمن الجميل”.. زمن أخذ المبادرات السياسية.. ونحن في زمن الإنحطاط السياسي والفكري والأخلاقي..

والتكريم لثلة من المناضلين.. هي ومضة وفاء وحب وتقدير اشتهرت بها “الدار” وآل جنبلاط.. ونحن بدورنا نهديه لكل شهداء ومناضلي الحزب ومناصريه، وكل ما قمنا به كان من منطلق ايماننا بعقيدة وفكر الحزب.. ونحن بين الحزب والضمير اخترنا الإثنين معا..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!

حقيقة تؤلمك خير من كذبة ترضيك