بالفيديو- الريّس: لا أحد يستطيع تجاوز “التقدمي” وجنبلاط حريص على الإستقرار

علّق مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس على إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من “الاونيسكو” معتبراً أنها “ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها الإدارات الأميركية المتعاقبة أدلة إضافية على إنحيازها لإسرائيل إن كان من خلال سياستها في الشرق الأوسط أو كتلك الخطوة التي قامت بها في الأونيسكو”.

وإعتبر الريس في حديث لبرنامج “كلام بيروت” على شاشة “المستقبل” مع الإعلامي سلمان سري الدين أن إدارة المعركة الإنتخابية لمنصب الأمين العام المنظمة لم تتم كما يجب، مضيفاً “مع إحترامي لشخص السيدة فيرا خوري ولكن لو أتيح تبني ترشيح غسان سلامة رسمياً لربما كان يمكن أن يكون للبنان حظوظاً أكبر بالفوز”.

وتعليقاً على قرار منظمة الشباب التقدمي الإنسحاب من الإنتخابات الطلابية، لفت الريّس إلى أن المنظمة أصدرت بياناً واضحاً حيال الأمر معتبراً أن “الدوافع الأساسية لهذا القرار الذي إتخذ على مستوى القيادة كان عدم وضع الاعتبارات الأكاديمية ومصلحة الطلاب قبل الاصطفافات السياسية”، مؤكداً أن “مقاطعة الإنتخابات حق ديمقراطي وهذا القرار هو بمثابة رسالة إحتجاج أو صرخة لكل المنظمات الطلابية والقيادات السياسية بأنه حان وقت الذهاب باتجاه مقاربة جدية للانتخابات الطالبية”.

وأشار إلى أن “الاصطفافات السياسية تضرب أسس الحياة الديمقراطية في الجامعات”.

ورداً على سؤال عن أزمة تحالفات لدى “التقدمي” وتعارض بين تحالفاته السياسية في الجامعات وخارجها، ذكّر الريس “بالانتخابات النقابية التي يضع فيها الحزب التقدمي الإشتراكي مصلحة النقابات أمام المصلحة السياسية حيث نسج في بعض المحطات تحالفات مغايرة لتحالفاته السياسية كما دعم أحياناً قوى نقابية مستقلة كما حصل في إنتخابات مقابة المعلمين في القطاع الخاص حين وقفنا إلى جانب النقيب السابق نعمة محفوض بعدما تكتلت بوجهه كل القوى السياسية، ورفعنا شعار إعادة النقابات إلى النقابيين وعدم مصادرة القرار النقابي المستقل في كل النقابات”.

وتعليقاً على زيارة الرئيس سعد الحريري إلى روما، قال: “الرئيس الحريري يبذل جهداً في نسج العلاقات اللبنانية الخارجية ولكن زيارة الفاتيكان لها دلالات مختلفة وتذكرنا بالزيارة التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصورته مع البابا ولما لها من دلالات وتكريس لنهج الاعتدال”.

وذكّر بزيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأخيرة إلى الفاتيكان واللقاءات التي عقدها هناك وتوجها بلقاء البابا فرنسيس، قائلا: “إننا نتابع باهتمام شديد مواقف البابا فرنسيس الذي يعبر عن موقف معتدل حيال العديد من القضايا الدولية ويعبر عن رؤية إصلاحية واضحة”.

وإعتبر “أننا لبنانياً لا نقدّر بما فيه الكفاية الصيغة اللبنانية ولا نحميها من الانزلاق إلى تكريس النهج الطائفي فالمسار الحالي في البلد ليس مفيداً وليس هناك مصلحة للعهد والمجتمع السياسي ككل أن يمارس هذا النهج وإعادة لبنان إلى مرحلة ما قبل الحرب حيث عاش فترة فرز طائفي أدت فيما بعد إلى ما آلت إليه الأمور، ولا بد من دعوة كل من يعيد إستحضار الخطاب الطائفي إلى العودة إلى المرتكزات الأساسية التي إتفقنا عليها في إتفاق الطائف”.

وحول زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرتقبة إلى الكويت، شدد الريّس على العلاقات الوثيقة التي تربط لبنان بدول الخليج والتي تتعرض مؤخراً لاهتزازات ليست مفيدة للبنان وللعلاقات التاريخية بين لبنان والخليج، مذكّراً بالموقف الكويتي التاريخي الداعم إلى لبنان في أحلك الظروف وبالمحطات التي وقفت فيها الكويت إلى جانب لبنان كاللجنة السداسية والقمة الروحية قبل إتفاق الطائف”، معتبراً أن “أي تواصل رسمي على مستوى رفيع لإعادة نسج هذه العلاقات يصب في مصلحة لبنان ونتمنى على الكويتيين أن يعودوا إلى لبنان فهناك علاقة طيبة ووثيقة تجمع الشعبين”.

ورأى الريّس أنه “من الضروري وضع حد للكلام المتداول عن نغمة عدم إجراء الإنتخابات في لبنان فيحق للبنانيين أن يمارسوا حقهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع والتعبير عن رأيهم بعيداً عن حسابات الربح والخسارة ويجب العمل على أساس أن الإنتخابات يجب أن تجري في موعدها، وليس هناك مصلحة لأحد شعبياً ولا سياسياً بالتفكير بتأجيل الإنتخابات”.

وأشار الريّس إلى أن “حجم التحديات الإقليمية المتزايدة يأخذ وتيرة متصاعدة على كل المستويات من الملف النووي إلى العقوبات الأميركية ضد حزب الله وإعادة الحديث عن عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان وغياب أي رادع أميركي لا بل إنحياز اميركي واضح تجاه إسرائيل والواضح جداً من خلال تعيين السفير الأميركي الجديد في إسرائيل والمعروف بانحيازه الأعمى لها. فلبنان أمام مرحلة دقيقة لا سيما في ظل تنامي المخاطر الإقليمية والدولية وفي هذا السياق جاء لقاء كليمنصو”.

وشدد الريّس على أن “لقاء كليمنصو مهم في الشكل والمضمون ويأتي في لحظة تتنامى فيها التحديات الإقليمية والدولية وضرورة البحث عن آليات تحصين الواقع الداخلي اللبناني والاستقرار الداخلي سياسياً وأمنياً وإقتصادياً وهذا العنوان الأساسي للقاء”.

وإعتبر أن هذا اللقاء يشكل “صمام أمان ورسالة إيجابية لكل الأطراف الأخرى التي يجب أن تتلقف المبادرة”.

وعن العلاقة بين الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل قال الريس: “العلاقة الثنائية عمّدت بالدم والنضال المشترك في الكثير من المحطات، بدأت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشراكة السياسية بينه وبين النائب جنبلاط رغم بعض التباين الذي كان يحصل أحياناً حول بعض الملفات الإقتصادية، والبعد الجديد الذي إتخذته العلاقة بعد الاستشهاد”.

وإعتبر أن “التطابق الكامل بين أي حزبين مسألة مستحيلة وإلا يصبح أحد هذه الأحزاب ملحق بالآخر، فزيارة النائب جنبلاط إلى بيت الوسط طوت جزءاً من الخلافات لتأتي زيارة الرئيس الحريري إلى كليمنصو وتضع جانباً هذه الخلافات بصورة نهائية. فمهما حصل من تباين في وجهات النظر تبقى العناوين الإستراتيجية هي الثابتة والأساس”.

ورداً على سؤال عن سبب عدم مشاركة أي مكون مسيحي في لقاء كليمنصو، قال: “اللقاء لم ينطلق من قاعدة طائفية وسبق أن حصل لقاءات اخرى كلقاء معراب أو سواه والذي كان النائب جنبلاط أول المرحبين فيه وإعتبره انه يصب بمصلحة البلد ولم يطرح أحد سبب غياب المكونات الأخرى عنه. ولقاء كليمنصو يهدف إلى تحصين الإستقرار”.

وأكد الريّس أن “المسألة ثابتة لناحية الذهاب باتجاه التحالف إنتخابياً مع تيار المستقبل وقد أصبح محسوماً، مشيراً إلى “اللقاء الذي جمع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ومرشح الحزب التقدمي الإشتراكي في الشوف بلال عبدالله وأمين السر العام في الحزب ظافر ناص والذي جاء بهدف تعزيز الخط التصالحي والتحالفي في الإنتخابات”.

كما شدد الريّس على أن “العلاقة ممتازة مع كل القوى السياسية كما أنها متقدمة جداً مع القوات اللبنانية، معتبراً أن “صيغة اللوائح الائتلافية لم تعد صالحة كما كانت قبل النظام النسبي ولكن لا بد من نسج تحالفات مع قوى أساسية في الجبل وسواه”.

وعن لعب جنبلاط في مراحل سابقة دور بيضة القبان، ذكّر الريس بأن “جنبلاط لعب دوراً محورياً في حماية الاستقرار الداخلي بدءاً من المحكمة الدولية وسواها من المحطات وهو وظف هذا الموقع لمصلحة السلم الأهلي”.

وأكد أن “المعيار ليس عدد المقاعد الإنتخابية فللحزب موقعه ونضاله ولا يمكن لأحد تحجيم دوره وموقعه ونضاله في وجدان الناس”.

وتعليقاً على تشكيل المجلس الإقتصادي الإجتماعي قال: “لم يكتب لهذا المجلس ما يكفي من التجربة لتقييمه وهو يقوم بدور إستشاري ولكن المهم ألا نكون أمام هيئة حوار فولكلورية. وهناك ضرورة إلى أن نذهب باتجاه معالجة مكامن الهدر والفساد في الدولة اللبنانية كما من المهم جداً أن تعكس الموازنة رؤية إقتصادية وألا تكون مجرد أرقام”.

ورأى الريّس أنه “يجب أن يكون هناك تحرك على مستوى سياسي رفيع يضع سقفاً للعجز وخفض تدريجي في العجز وخدمة الدين فالملف الإقتصادي الإجتماعي بحاجة إلى رؤية جديدة”.

وشدد على أن “المهم في ملف النفط التأكيد على إجراءات الشفافية فليس من مصلحة القيمين على هذا الملف أن يعلق بذهن اللبنانيين أن هناك سمسرات وصفقات فيه ولذلك يجب إنشاء الصندوق السيادي وسواه من الإجراءات التي تعزز الشفافية”.

(الأنباء)