الزراعة في لبنان: بين المطرقة والسندان!

د. وليد خطار

المؤكد انها مطرقة السلطة العلية التي لا ترى الا اصحاب رؤوس الأموال من بنوك وشركات وسماسرة، وهم بالنسبة لها من يجب ان تحميهم وتقف على احتياجاتهم.
والسندان هم هؤلاء التجار الكسبة الذين يأكلون تعب المزارع بدماء باردة.
  • تجار الأدوية الزراعية يقطعون مصدر رزقه بأدوية منتهية الصلاحية تؤذي الانتاج والبيئة.
  • وتجار الفاكهة والخضار يأكلون أتعابه انطلاقا من تاجر الجملة الى تاجر المفرق.
  • والدولة هذا التاجر الأكبر تفتح لهم أبواب استيراد من الخارج دون حماية للإنتاج الوطني في ذروة عطاءه.
الزراعة في لبنان تحتضر والدولة تتفرج ومئات الألوف من المزارعين يهيؤون أنفسهم لحضور مراسم دفن قطاعاتهم الزراعية واحدا بعد الاخر.
بين اقفال طرق التصدير وفتح باب الاستيراد وانعدام الرعاية الزراعية ودعم المزارع ومن على المنابر فقط، وتمرير الصفقات المشبوهة من رخص استيراد للفواكه، والادوية السيئة، وانعدام اَي تفكير يلحظ الوضع الزراعي والمأساة التي يعيشها، كل هذا سيؤدي الى حائط مسدود وويل لكم من ثورة الجياع.
نعم، ان المزارع الذي يعمل في ارضه سنة كاملة ويواجه بصدره العاري السلطة وزبانيتها من التجار والسماسرة الذين يأكلون تعبه وعرقه وجهده واذا تعرض لأي طارىء لا ضمانات ولا معاشات ولا تعويضات ترد عنه وعائلته سبل الفاقة والعوز.
أن الزراعة هي عَصّب الاقتصاد في الدول التي تقدر هذا القطاع الأهم للجنس البشري.
إن الأمن الغذائي لا يتأمن الا بهذه الايدي القوية المعطاء التي تعطي دون منة لأحد هؤلاء الذين قال عنهم كمال جنبلاط يوما (إنّ الذين ليس على صدورهم قميص هم الذين سيحررون العالم) هؤلاء هم من رفع المعلم مطالبهم واستمع الى معاناتهم وعمل جاهدا لتعزيز وضعهم وكانوا اللبنة الأساس في حزبه وجماهيره.
mag-317-230
لماذا نرفع الصوت في هذه الفترة؟
لان تداعيات الوضع في الدول المجاورة انعكس على المزارع اللبناني بمزيد من المعاناة في تصريف الانتاج في دول الخليج العربي في ظل تجاهل كامل من المراجع الحكومية المسؤولة عن هذا القطاع فيطرح السؤال الدائم:
اين الدولة في تجاهلها لمواطنيها الاوفياء الفقراء؟
أين الدولة في تماديها وإهمالها للمزارع اللبناني؟
وَيْل لكم من هؤلاء الذين وصلوا الى مرحلة تلف إنتاجهم الزراعي لان تصريفه في ظل هذه الظروف يزيد من خسائرهم، وَيْل لكم من اللعب في لقمة عيش هذه الشريحة الابية الكريمة الوفية لأرضها وكرامتها ووطنها.
(*) عضو مجلس قيادة في الحزب التقدمي الإشتراكي
(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. وليد خطار

غوانتنامو رومية وملحقاته

هل تأخذ النقابات دورها؟

إنتخابات نقابة أطباء الأسنان: ثورة على أداء الأحزاب والمؤسسات

متى سيتحول الدكان إلى وطن؟

القيادة بالأفعال وليس بالأقوال: تحرير أسرى السويداء نموذجاً!

التأليف الحكومي: إبحثوا عن العقدة السورية!

الجولان راية الصمود عن الأمة المنكوبة

جمال التسوية الجنبلاطية

التلوث الحقيقي

مهرجان راشيا سياحة مميزة

العمل التعاوني والزراعة: للابتعاد عن الفردية!

واجبنا التهدئة

هل ستعود الوصاية؟

الحريات في السجن الكبير

عن السويداء وبطولات رجالاتها!

جنبلاط وحده القادر على حماية جبل العرب!

الوصاية السورية مستمرة

التيار الوطني المر!

لغة الضاد ولغة الكومبيوتر

إنها الروح الفولاذية!