لقاء كليمنصو: تعددت التحليلات والهدف واحد!

ما إن أُعلن عن اللقاء الثلاثي في كليمنصو الذي ضم في مشهد لافت كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري في دارة النائب وليد جنبلاط، حتى ضجت مواقع الأخبار بالتحليلات حول الرسائل التي يحملها هذا اللقاء ومعانيه.

إلا أن اللافت في التعليقات التي تلت هذا اللقاء كانت تلك التي صدرت عن قوى سياسية لم تكن مشاركة في الإجتماع والتي أكدت أنه ليس موجها ضد أحد، مع العلم أن أحداً لم يقل من المجتمعين بأن لديه مشاريع تتخطى الإستمرار بمد جسور الحوار والوفاق الوطني بين جميع الفرقاء دون إستثناء، وهو الهدف الأساسي لهذا اللقاء.

وقد جاء الجواب الشافي من الرئيس بري الذي قال في لقاء الاربعاء النيابي أن أهم سلاح لمواجهة التحديات والأخطار في المنطقة هو الوحدة بين اللبنانيين، وأن كل ما يحصل على المستوى الداخلي من خطوات لتعزيز هذه الوحدة هو أهم بل العامل الأساسي لتحصين لبنان، مضيفاً “أن ما قمنا ونقوم به على كل الصعد يصب في هذا الإطار ومنها اللقاء الثلاثي الذي جمعني مع الرئيس الحريري والنائب جنبلاط، وأن هذا اللقاء يندرج في هذا الإطار وليس موجهاً بطبيعة الحال ضد أي طرف أو فريق”.

IMG-20171008-WA0094

وفي السياق، من المفيد العودة بالذاكرة أشهر معدودة إلى الوراء وإبان الإجتماعات الثنائية والثلاثية والرباعية التي عقدت هنا وهناك وفي الغرف المغلقة التي أنتجت النظريات السابقة لعصرها لقوانين إنتخابية وغيرها من التسويات السحرية، والتي سيدفع لبنان ثمنها على المدى البعيد في ظل الحقن الطائفي المتصاعد في الفترة الأخيرة، للتأكيد على ضرورة أن تعود القيادات اللبنانية للجلوس مع بعضها البعض لتكريس النهج التوافقي في البلد بعيداً عن أحلام بعض المغامرين.

فلا الإجتماعات المغلقة على مستوى بعض الصف الثاني والثالث هي الحل ولا حقن الشارع بشعارات طائفية تحت راية التوازن الذي تحوّل إلى شماعة العصر، إنما الحل بأن تتحمل القيادات السياسية مسؤولياتها وأن تعود إلى الطاولة لا سيما في هذه اللحظة الدقيقة والحرجة إقليمياً ودولياً والتي يمكن أن يدفع لبنان فيها ثمناً كبيراً إذا لم يتحلَ لبنان الرسمي بالوعي الكافي لإدارة المرحلة.

ففي هذا الإطار، جاء لقاء كليمنصو ولم يقل أحد أنه موجه ضد أي فريق وطبعاً لن يكون كذلك في مرحلة أحوج ما يكون فيها لبنان إلى الوحدة بين قياداته لا الفرقة.

(الأنباء)