جنبلاط رأس حربة الحلول وكتلة الإشتراكي حاجة للجميع للفوز بأي سباق

لا يتغير وليد جنبلاط كيفما تغيرت الظروف، يبقى رأس حربة الحلول. ليس بالأمر السهل، أن يجمع زعيم لبناني، رئيس حكومة ورئيس مجلس نيابي في دارته، وخصوصاً في هذا الظرف والوضع السياسي. من يعرف جنبلاط، يوقن أنه المقدام، وبأنه الممسك بعصي الأزمات من أواسطها، في السلم، كما في الحرب، وفي التسوية كما في المواجهة، لا يمكن لجنبلاط أن يكون محايداً أو مستلحقاً، هو غالباً ما يكون القائد، ورأس الحربة. تجلّى ذلك بوضوح في أعقاب ثورة الأرز، وفي الوسطية التي كرّسها نهجاً في زمن التسويات.

يعاود جنبلاط مماشاة الظروف الإقليمية وانعكاساتها على لبنان، هو الدور الذي يمتاز به، ويفعّله، ويجعل منه بيضة قبان السياسة اللبنانية، فلو مال البيك باتجاه التصعيد، لأحرج الحريري وأجبره على الذهاب أكثر نحو المواقف التصعيدية، إنسجاماً مع التحولات الإقليمية، وبما أنه حافظ على التسوية، فهو شكّل ضمانة أو مبرراً لبقاء الحريري في موقعه.

وهذا سيظهر أكثر في الإنتخابات النيابية المقبلة، التي ستعيد إنتاج كتلة نيابية قادرة على لعب الدور السابق الذي لطالما لعبه، وإذا كانت الظروف السياسية ستقود إلى ذلك، من خلال إرسال إشارات التطمين إلى حزب الله، فإن بعض المعطيات والإحصائيات تفيد بأن تراجع حصّة التيار الوطني الحرّ ستعني أن كتلة الإشتراكي ستبقى هي الحصان الذي يحتاجه الجميع للفوز بأي سباق أي استحقاق.

يعرف جنبلاط، أن حزب الله أكثر ما يكون اليوم بحاجة إليه، هو الإلتفاف اللبناني حوله، وعدم الخروج بمواقف تنتقده أو تصوّب عليه، في ظل الحملة الإقليمية والدولية التي يتعرض لها، ولذلك يبقى الجميع في منطقة آمنة، فإذا ما عاد محور الحزب وإنتصر في الإقليم، تبقى التسوية قائمة، وحصص الجميع محفوظة، وإذا ما خسر أو أجبر على الإنسحاب من سوريا، فتكون ضمانة هذا الموقف بأن لا يقوم الحزب بردّة فعل سياسية أو عسكرية ضد من ناهضوه.

وكما تمسّك اللقاء الثلاثي بالحفاظ على التسوية، وبإعطاء الضمانات للحزب، فأيضاً كان هناك حرص من جنبلاط والحريري على حسن العلاقة مع السعودية ووقف الحملات الإعلامية والسياسية ضدّها، كما تمسّكا بالعلاقة الجيدة معها، وأشاراً إلى أنهما سيزورانها حينما يطلب قادتها ذلك، لأنه لا يمكن مواجهة السعودية، مع التأكيد على عدم إنعكاس أي تصعيد سياسي سعودي على مواقفهما في الداخل، وهنا ثمّة من يربط ذلك، بما يلفت إليه البعض معتبراً بأن الحزب يخشى تزامناً مع العقوبات، من أي ارتدادات للقمّة السعودية الروسية، أو من أي قرارات قد تكون اتخذت فيها، ومن شأنها أن تؤذي الحزب أو تؤثر عليه سلباً.

ربيع سرجون – الأنباء