تجربة سياسية أم سينمائية؟

إياد وليد ابو خزام

أنباء الشباب

يمر لبنان، كل لبنان، بتجربة سينمائية هي الأولى من نوعها على هذا المستوى.
كل فئة لها موقعها ووظيفتها في هذا الفيلم الذي يتم تصويره في هذه الأيام بدعم هائل.
الفريق الأول ممثلين، همّهم الأكبر هو الشهرة والمال، يحفظون النّص ويطبقونه، يسعون للشهرة وكسب المال، لا يهمهم كيف ومع من وما هو النص.
الفريق الثاني هو كاتب النّص، لا يهمه من يمثل، فبالنسبة اليه المهم أن يطبَّق النص بحذافيره، وهذا نتيجة تعاونه مع فريق ثالث هو فريق الإخراج الذي يدير ويصوّر ويعطي التعليمات، وهو مطلّع على النّص ويعلم كل شيء.
وفريق رابع هو الكومبارس وفريق العمل التقني الذين لا يعلمون شيئاً لا عن النص ولا عن الممثلين، يأخذون الأوامر فحسب، دورهم صغير وثانوي، وما يهمهم هو وجودهم في العمل وأنهم جزء من اللعبة.
فريق خامس، ودوره الأهم هو عرّاب هذا العمل كله. يدعم ويقسم ويختار كل من سيشارك في هذا العمل تقنياً ولوجستياً وممثلين ونص، هو الإنتاج، هو من يختار المسار، هو من يضع القطار على السكة، شرط أن يتم تمويل العمل من جهات خارجية، يقوم بطرح العمل عليها أو تكون هي جزء مؤثر جداً بتفاصيل العمل وكيفيّة تطبيقه.
وفريق يشاهد، يقيّم، ينتقد، يعلم ويعي تماماً ما الصحّ وما الخطأ في هذا العمل، يرى الهفوات، يدين، يطالب بتحويل مسار الفيلم نحو أحداث إيجابية، يحاول الجميع فرض وقائع الفيلم عليه، جرّه بأحداث هذا الفيلم، جعله يتفاعل معه بالطريقة التي يريدون، لكن عبثاً فهو حر القرار، غير مسيّر، لا علاقة له بما يجري، فهو حرّ طليق، ناقد عميق يعلم كل شيء عن كل شيء، يحاول إبداء رأيه كطرف محايد، علّ هذا العمل يفشل إيجابياً أو شيئاً ما يتغيّر إلى نهاية سعيدة.
أردتها ألا تكون سياسيّة. لكن في ظلّ هذه الأحداث، رجل قائد هو فوق كل هذه المصالح وهذا التمثيل، هو أهم وأعرق من أن يدخل هذه اللعبة، هو رجلٌ بعيدٌ عن كل هذا لكنه حاضر، كان وسيبقى صاحب الدور الأنبل والأسمى والأهم في هذا البلد، ربما يأتي يوم ونبدل الواقع بالواقع، لا بالأفلام المشبوهة.
أردتها ألا تكون سياسيّة لكن سأختمها سياسياً.
إن لم يكن وليد جنبلاط زعيمي لاخترت وليد جنبلاط زعيماً لي.

*امين سر خلية كفرحيم الشوف

(أنباءالشباب،الأنباء)