لا، ليس كل اللبنانيين عنصريين!

 

يعترف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل “بعنصرية” في مطالبته بعودة النازحين السوريين الى بلدهم، ويقرّ بهذه العنصرية علناً ومن دون أي تردد.

 

وإذا اردنا ان نحلل أسباب هذه العنصرية عند باسيل “بما يمثّل” لعدنا الى معنى وتفسير كلمة “عنصرية”، إذ “هي الإعتقاد بأن هناك فروقًاً وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم، وعزوها لإنتمائهم لجماعة أو لعرق ما – بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق – وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا. كما يُستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف، ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية. وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي”.

 

الوزير باسيل وإذا ما عدنا الى أدبيات تياره السياسية نرى أن هذا الوصف ينطبق عليه تماما وعلى تياره الذي يعتبر نفسه فوق الغير، أيا يكن هذا الغير، فهم دائما يعبّرون في مواقفهم عن تعالٍ وعن عنجهية، ونظرة فوقية الى باقي الشركاء في الوطن على انهم درجة ثانية أوثالثة في إنتمائهم الوطني، فكيف الحال مع نازح سوري فرّ من جحيم الموت الذي لن يتوقف عن ملاحقته إن هو عاد الى أرضه قبل الحل السياسي.

 

وكيف لوزير الخارجية ان يعمّم كلامه “العنصري” على جميع اللبنانيين بقوله: ” نعم نحن اللبنانيين عنصريون”؟. ومن أين أتى بهذا الإجماع حول النظرة الى واقع النزوح السوري؟ ثم كيف لوزير الخارجية أن يتكلم بإسم اللبنانيين من دون وجود موقف موّحد في مجلس الوزراء؟

 

إنها عنصرية فعلا، يمارسها باسيل منذ سنوات وفي مختلف الشؤون والملفات، لكن ما حتّم المجاهرة بها، ربما الحاجة الى اكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين على أبواب الإنتخابات النيابية.

 

ليس كل اللبنانيين عنصريين، وليسوا كلهم لا إنسانيين، والمنصب الوزاري لا يعطي صاحبه الحق بالتحدث بإسم كل اللبنانيين.

 

سامر ابو المنى