تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

وسام القاضي

تندرج في عالم السياسة مقولة، ما من عدو دائم وما من صديق دائم، فوفق الرياح العاتية والأجواء المحيطة تتقلب المواقف وتتغير الأولويات، وهذا الأمر ينطبق على كافة دول العالم فكيف بالأحرى يكون على الساحة اللبنانية، مع أن الفارق بين الدول المتطورة ولبنان، أن الكتل السياسية في الدول المتحضرة يكون هدفها مصالح الشعب وقوة الدولة، أما في لبنان فالأطراف السياسية تعمل وفق أجندة إرتباطاتها الخارجية وعلى حساب الشعب وقوة دولته.

ومن الطبيعي في لبنان أن تطغى التحالفات الثنائية على ما عداها من خيارات طالما أن المصالح الخاصة لكل طرف أهم من مصلحة الدولة، من هنا نجد دائما العراقيل أمام المشاريع الإنمائية لأن الهدف يكون ليس في تقديم مشروع إنمائي لمنطقة بل الإستفادة من تبني المشروع لصالح من يطرحه.

عون

بعد التحولات التي رافقت إنتخاب العماد ميشال عون، إختلطت الأوراق ولم يعد هنالك من إصطفاف 8 و14 آذار، وحسم كل فريق حساباته وفق مصالحه، فالدكتور سمير جعجع إلتف على ترشيح النائب سليمان فرنجية بتأييد العماد ميشال عون في ترشحه لرئاسة الجمهورية، أما الرئيس سعد الحريري والذي وضع في حساباته ضرورة العودة إلى رئاسة الحكومة بعد أن أقصي عنها بطريقة غير لائقة أثناء دخوله إلى البيت الأبيض، أدرك أن المجال مقفل أمام فرنجية وبالتالي لا مفر من وصول العماد عون، فكانت الإستدارة بتأييد العماد عون مقابل الإجماع على ترؤسه الحكومة.

ومع تشكيل حكومة الأضداد والتي غاب عنها حزب الكتائب، فإن التوافق على الحد الأدنى من التضامن الحكومي هو شعار المرحلة، مع العلم أن الشرخ السياسي حاصل وتحديدا في العلاقة مع النظام السوري، لكن ما هو غريب أن ينظر إلى الساحة السورية بعد الحرب التي تدور رحاها على أرضها منذ ست سنوات، على كون الوقت قد حان لإعادة بنائها وهذا عامل إستثمار بغض النظر عن نظامها السياسي، فكيف يعقل أن يكون أي طرف على خلاف مع النظام السوري ويعمل مع الأطراف الدولية للحصول على إستثمارات لإعادة البناء في سوريا. وهنا طبعا تقاطع المصالح تطغى على المبادىء وعلى الشعارات الرنانة، فإعادة البناء بالشكل الذي يعمل عليه يصب في خانة التطبيع مع النظام.

هي الحسابات الخاصة في ظل عدم الإنتماء إلى الوطن ككيان يحفظ أبنائه ومستقبل أولاده، هي تقاطع المصالح الفئوية على حساب هيبة الدولة ومؤسساتها، هي لعبة شد الحبال لإستمالة الفئات الشعبية التي تسير وفق إنتماءاتها الطائفية، فالدولة تنهشها تقاسم الحصص والخاسر الأكبر هو المواطن التي ما زال لديه امل أن يرى قيام دولة بكل ما للكامة من معنى في وطن ضائع تتقاذفه المصالح الخارجية بأدوات محلية.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار

ماذا عن اليوم التالي للإنتخابات؟