في “الانباء”: قراءة لمواقف نصرالله… هذه أجندة حزب الله اللبنانية!

أكثر من رسالة سياسية وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في إطلالته الأخيرة، وهي ترتكز على الحفاظ على التسوية في لبنان، والدعوة إلى حوار في الإقليم لأجل الوصول إلى حلول للأزمات لأن الصراعات والحرب لن تنفع ولم تعد قادرة على تغيير موازين القوى.

تحدّث نصر الله جازماً إنتصار المحور الذي ينتمي إليه، وأصر على التأكيد بأن الحزب حريص على الوضع الداخلي، وعلى الإستقرار، داعياً الجميع إلى الإلتقاء على كلمة سواء.

 يتضح أن نصر الله، كان كمن يتحدث بثقة الواثق، والذي أصبح لبنان، خاضعاً برمّته إلى إرادة الحزب وسياسته، وبأن الحزب هو الذي حدد المهمات والإستحقاقات، وهذا يعني أن الحزب غير مهتم في مختلف التفاصيل الآنية اللبنانية، لا بل يركز جهوده المحلية على نقطتين أساسيتين هما التطبيع مع النظام السوري، وهو ما ألمح إليه حين قال إن بعض الأفرقاء يريدون المشاركة في إعادة إعمار سوريا، بدون التواصل مع النظام السوري، معتبراً أن هذا الكلام غير منطقي، فيما النقطة الثانية هي التنسيق مع النظام لإعادة اللاجئين السوريين، وبالحالتين فإن الحزب سيستمر بالسعي، لإعادة العلاقات اللبنانية السورية، أو لإعادة لبنان إلى حضن الأسد.

 أما على الصعيد الإقليمي، فلا بد من طرح سؤال أساسي، إذا ما كانت المرحلة تنطوي على عقد تحالفات جديدة إنطلاقاً من إعادة التركيز على مواجهة المشروع الأميركي، مقابل الإلتقاء مع قوى كانت على خصومة مع الحزب وإيران في السنوات الماضية، كتركيا، وبعض القوى الإسلامية. يصر نصر الله على تجاوز كل ما حصل في المرحلة الماضية، من خلال تأكيداته بأنه أنهى المهمة في سوريا وانجزها، وهو ينظر إلى ما بعدها، ولذلك فإن كل الرسائل المرسلة من خلال مواقفه، تحتوي على المطالبة بطي الصفحة السورية، من خلال استعجال الإنتصار وإستعجال التطبيع بين لبنان وسوريا، مقابل عودة خطاب قديم، وهو التركيز على مواجهة المشروع الأميركي، إنطلاقاً من تحالفات جديدة. وهو ما أوحى إليه حين قال: “إذا كنتم تراهنون على أميركا فإن التقسيم سيحصل وكما كانت “داعش” مشروع أميركا في المنطقة فالتقسيم مشروع أميركا الحقيقي في المنطقة”، مضيفاً أن التقسيم إذا ما حصل، سيطال جميع الدول ولن يقتصر على الوضع في العراق.

 وبالتالي فإن المرحلة الحالية والمقبلة بالنسبة إلى الحزب وإيران، تقتضي مقاربات جديدة، من خلال الجلوس مع الأخوان، ومع حركة حماس وآخرين، يكون قد حصل على فتح صفحة جديدة تطوي صفحة اخراطه في الحرب السورية، وبالتالي يكون الحزب قد استعاد الشرعية السنية من وجهة نظره.

*ربيع سرجون – “الأنباء”