إسرائيل تتوقّع مواجهة قريبة بين روسيا وإيران في سوريا

اعتبرت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية وضع اسرائيل العسكري والاستخباراتي تجاه «اعدائها» في منطقتي الشمال والجنوب، افضل من اي فترة سابقة، ورأت أن أكبر نجاح لها هو تحقيق الردع وجعل الطرف الاخر يجري تغييرا تكتيكيا على سياسته واتخاذ كل الاجراءات لمنع وقوع حرب.

ففي تقرير عرضته قيادة الأجهزة الأمنية امام المراسلين العسكريين للصحف العبرية، جاء ان التقديرات الإسرائيلية لا تعتبر التنسيق بين روسيا وإيران، حول الوضع في سوريا، بمثابة تحالف ملزم، وإنما شراكة مؤقتة من المصالح، والتي

قد تتغير وتصل الى حد المواجهة بينهما خلال فترة قصيرة، بسبب التنافس على التأثير الاقتصادي على نظام الأسد ومحاولة البلدين الحصول على ثمار اقتصادية في سوريا، في ضوء التقدم الميداني الذي حققه النظام السوري بفضل مساعدتهما العسكرية له.

ووفقا لصحيفة «هآرتس»، فان التقرير تناول العمليات التي نفذتها إسرائيل في سوريا لإحباط نقل أسلحة إيرانية الى لبنان، ليؤكد ان عمليات القصف للشاحنات التي تنقل الاسلحة في سوريا، لم تقتصر على سلاح الجو، بل ان القوات البحرية والخاصة نفذت عمليات في سوريا وعلى حدودها.

واعتبر التقرير ان الهدوء الذي يسود منطقتي الشمال والجنوب والردع الذي حققته إسرائيل، شكلا عاملا ضاغطا اجبرا ألد أعدائها، «حزب الله» و«حماس»، على تغيير نظرياتهما العسكرية والتراجع عن الدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات الاسرائيلية.

وعلى عكس التصريحات والتهديدات التي يطلقها القادة السياسيون والتي تثير الرعب بين الاسرائيليين، ترى الاجهزة الاستخباراتية ان ايران لن تقترب من «حدود اسرائيل» على الرغم من ان تقييمها ما زال يعتبر ايران بمثابة التهديد الامني الرئيسي لاسرائيل.

وكتب يوسي ميلمان في صحيفة «معاريف»، ان إسرائيل تشعر بقلق خاص إزاء نشاط إيران في سوريا، وجهودها الرامية إلى ترسيخ وجود عسكري، بالقرب من الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان المحتلة، وكذلك من خلال المساعدات الواسعة التي تقدمها طهران لـ«حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي». وبحسب التقديرات، فان هناك كل شهر نحو 100 رحلة جوية من طهران الى دمشق تحمل معدات حربية. وبحسب «معاريف»، فان التقديرات الإسرائيلية تشير الى انه لا توجد مصلحة لـ«حزب الله» في نشوب حرب.

وجاء في التقرير: «يمتلك حزب الله عشرات آلاف الصواريخ يبلغ مداها حتى 40 كيلومترا، كما أنه يملك عشرات الصواريخ التي يبلغ مداها حتى 500 كيلومتر. وخلال السنوات الماضية قام حزب الله بمساعدة إيرانية، باستثمار جهود كبيرة من أجل تحسين دقة إصابة صواريخه».

ويبدو أن غالبية الهجمات التي تُنسب إلى سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا ولبنان، خلال الأعوام الماضية، استهدفت المس بعمليات نقل الصواريخ الدقيقة، من ذوات منظومات التوجيه المرتبطة بمنظومات الـ GPS.

وفي منطقة المثلث الحدودي تتعلق احدى التطورات المحتملة التي تقلق إسرائيل، بالخطر من قيام عناصر «داعش» الذين قاتلوا في سوريا والعراق، بالبحث عن ساحة أخرى للنشاط والانتقال إلى سيناء، حيث يقاتل الذراع المحلي لـ«داعش» هناك منذ عدة سنوات ضد النظام المصري. ويمكن لحضور قوات إضافية من «داعش» الى سيناء أن يزيد من خطر شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية على طول الحدود المصرية.

وفي تطرقه للتقرير الاستخباري قال العميد احتياط أساف اغمون، المسؤول العسكري الكبير في سلاح الجو سابقا: «ان قرار إسرائيل بعدم التدخل في سوريا، بالإضافة إلى عدم وجود نشاط سياسي في العالم، خاصة في الولايات المتحدة تجاه نظام الأسد، خلق فراغا دخلت إليه روسيا بحكمة وقرأت الخريطة بشكل جيد فأنشأت قاعدة بحرية استراتيجية في اللاذقية وقاعدة جوية استراتيجية في حميميم. ونشرت في قواعدها أنظمة الطائرات المتقدمة، وأنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدما في العالم، ونظم الاتصالات والاستخبارات، وهذا كله عزز من صورة روسيا في المنطقة».