زخرفة عابرة للحضارات… بتوقيع مروان العريضي
25 سبتمبر 2017
تحفة فنية إستغرقت أكثر من من عشر سنوات من الرسم والنسخ والتصميم وجهد الفنان مروان العريضي، تجمع في طياتها سحر إبداعات متناغمة ومتجانية تتكامل في نسيج من الفن المعاصر الذي يضفي على الزخرفة الإسلامية والخط العربي حالة فريدة تليق بمقام كتاب القرآن الكريم لرسمه وزخرفته بطيف فني يعد الأول من نوعه.
يحتوي تصميم هذا المصحف الانجاز بالنسبة للعريضي على 114 رسماً زخرفيا صممت بصورة ابداعية ودقيقة لتتناسق مع عدد سور القرآن الكريم حيث يكون لكل سورة نموذجا فريداً يشرح بعمق كل حقبة فنية من تاريخ الزخرفة الاسلامية بدءاً من الامويين إلى الأندلس مرورا بالفن العثماني والفارسي لتشكل موسوعة فنية شاملة تحاكي في مضمونها عراقة هذا الفن الاصيل على مر العصور.
يبلغ عدد صفحات هذه التحفة الفنية 376 صفحة بقياس 43 سم – 57 سم وهي مطبوعة على ورق خاص مصنوعاً من القطن وخال من المواد الكيميائية بحيث يبرز جمالية الزخارف والتصاميم ويظهرها بافضل حلة ويحفظها لمدة طويلة من الزمن، أما الغلاف الخارجي فهو مصنوع من الجلد الطبيعي ومزركش بنقوشات بعضها بارز وبعضها منخفض ومطعم بالذهب الصافي.
وتوثيقاً لهذا الإنجاز الأول من نوعه، قرر العريضي أن يوثقه في كتاب جديد يروي قصة الإبداع في هذا المصحف ومراحل إنجازه، فكان “في رحاب فن الزخرفة الشرقية” مستغرقاً سنة ونصف لانجازه والذي يتضمن شرحاً مفصلا عن كل قطعة فنية وردت فيه حيث خلق ألواناً جديدة وحلّة جديدة للزخرفة الإسلامية من دون التنافي مع التقليد الاسلامي، كما يقول العريضي في حديث لـ “الأنباء”.
أما مقدمة الكتاب فلا طعم خاص بعدما كان قد خطّها قبل وفاته منذ أشهر الفنان الكبير وجيه نحلة الذي تربطه علاقة صداقة وزمالة بالعريضي.
الفنان العريضي من مواليد بلدة بيصور في العام 1953، كان آخر تلامذة الخطاط الشيخ نسيب مكارم، قبل أن يغادر لبنان إلى الولايات المتحدة الاميركية في العام 1975 حيث تخصص في فن الزخرفة وتحديداً الحضارات القديمة وصولا إلى الفن الحديث حيث بات الكومبيوتر يلعب دوراً إيجابياً من حيث تسهيل العمل وتوفير الوقت.
العريضي سيوقع الكتاب في حفل ثقافي كبير في الاونيسكو، يوم الأربعاء في 27 ايلول 2017، في قصر الاونيسكو في بيروت، برعاية وحضور وزير الثقافة غطاس خوري، والذي سيكون له كلمة في المناسبة بالاضافة إلى عضو اللقاء الديمقراطي النائب غازي العريضي.
(الأنباء)