مستشار البارزاني في اتصال مع “الأنباء”: الاستفتاء حق لنا وبعده نتحاور مع بغداد

تتجه الأنظار نحو إقليم كردستان العراق حيث من المتوقع ان تفتح صناديق الاقتراع ليدلي الأكراد برأيهم في الاستفتاء على الانفصال عن بغداد، في 25 أيلول 2017، بعد ان كان مقرراً إجراءه عام 2007 وتم تأجيله بطلب من الولايات المتحدة الأميركية لإعطاء بغداد فرصة جديدة لتطبيق الدستور الجديد، وأعلنت 3 أحزاب كردية أساسية، إجراء استفتاء استقلال الإقليم في كامل أراضي إقليم كردستان العراق ومن ضمنه كركوك.

فأكد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني إجراء استفتاء الاستقلال، الاثنين في  25 أيلول الجاري على الرغم من تحذير بغداد بأن ذلك مثل “اللعب بالنار”، وإعلان الولايات المتحدة أنه يمكن أن يقوض القتال ضد مقاتلي تنظيم “داعش”.

الاستفتاء الذي اثار موجة من الغضب في بغداد، ولدى دول الجوار المعنية بالقضية الكردية لا سيما ايران وتركيا، يتوقع ان يضاعف من حالة التوتر الإقليمي في المنطقة، فالقوات الإيرانية بدأت مناورات عسكرية في منطقة قرب الحدود مع إقليم كردستان العراق، وقالت الإذاعة الرسمية في طهران إن التدريبات التي تعد جزءاً من فعاليات سنوية، تنظم في ذكرى اندلاع الحرب مع العراق بين عامي 1980 إلى 1988، تجري في منطقة أشنويه الحدودية، كما أعلنت شركة الطيران الإيراني تعليق الرحلات الجوية من وإلى كردستان العراق تلبية لطلب من حكومة بغداد.

القرار الإيراني يأتي بعد ساعات من إطلاق السفارة الأميركية في العراق تحذيراً للرعايا الأميركيين من اضطرابات محتملة أثناء الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، وذكّر التحذير بوجوب تجنب السفر إلى أو داخل المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق.

أما رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حذر من أن الرد التركي على استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق، سيتضمن جوانب أمنية واقتصادية، وذلك فيما كثف الجيش التركي مناوراته على الحدود مع العراق. بعد أن وافق البرلمان التركي خلال جلسة استثنائية عقدها السبت الفائت على طلب حكومة يلدريم، تمديد العمل لمدة عام بالتفويض الذي يجيز نشر قوات عسكرية في سورية والعراق حفاظا على الامن الاستراتيجي التركي.

كردستان1

بدوره، سأل بختيار شاخي المستشار لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني لماذا يمنع عن الأكراد حقهم بالاستفتاء؟ وما هي الجريمة التي يقترفونها والخطر الذي يهددون به العالم إذا عبر الشعب الكردي عن رأيه؟

وقال في اتصال هاتفي مع جريدة “الأنباء”، لماذا هذا الحشد الإعلامي ضد الشعب الكردي، وكأنهم سيدمرون العالم، لماذا حين كنا نقاتل “داعش” كان يقول لنا الأوروبيين والأميركيين أننا حماة الحرية في العالم، وبأننا كسرنا اسطورة “داعش”، وبأن البشمركة هم من أبطال العالم الحر، واليوم حين نطالب بحقنا بالاستفتاء على مستقبلنا نصبح أعداء! ونريد تغيير خريطة المنطقة!.

شاخي، أكد أن الاستفتاء سيجري في موعده، وهو أساس وحق ولا تراجع عنه رغم الضغوط التهديدات، وقال: “وصلنا الى طريق باتجاهين، إما أن نسير باتجاه الحرية والاستقلال، وإما الخضوع والرضوخ للسلطة الإيرانية المذهبية في بغداد، وهذا ما نرفضه مطلقاً، فالشعب الكردي لا يقبل أن يكون عبداً عند أحد، نحن شعب اضطهد وعاش مئة عام تحت الاحتلال والقهر والظلم، والآن له الحق في تقرير مصيره بنفسه”.

erbil-7-700x394

أضاف مستشار الرئيس البارزاني قائلاً: “بعد كل هذه السنوات من الحروب والنزاعات، مع الأنظمة الحاكمة في بغداد، وصلنا الى قناعة أنه لا يمكن التعايش مع هذه العقلية، ومن حقنا التطلع للمستقبل وتحقيق تطلعات الشعب الكردي”.

وأوضح أنه “قبل عام 2003، كان إقليم كردستان دولة شبه مستقلة، فمنذ انتفاضة العام 1991، عاش الإقليم الكردستاني في استقلال شبه تام عن بغداد وكانت لدينا عملة نقدية خاصة، مختلفة عن العملة المتداولة في العراق. نحن عدنا الى بغداد بعد العام 2003 كي نبني عراقاً جديداً، حيث كان الشيعة في العراق مضطهدين أيضاً مثلنا، ولم نفكر في يوم من الأيام أن يخوننا من كنا نحميهم في جبال كردستان من الاضطهاد والتشرد، كنا ندافع عنهم ونحميهم معززين مكرمين، للأسف أصبح المظلوم أكثر ظلماً”.

وأكد شاخي في حديثه: “الدعم الإيراني لهم جعلنا أعداء لهم، واصبح لهم تفكير عدائي تجاه القضية الكردية، صدام حسين كان يعترف بحقوق الشعب الكردي، ويقول (لهم حق وانا لن اعطيهم حقهم)، لكن السلطة الحاكمة اليوم في بغداد، لا تعترف بحق الأكراد، يريدوننا فقط خدم وأتباع، ولا يريدوننا شركاء” .

kurds

أضاف: “نحن عام 2003 عدنا الى بغداد من أجل بناء عراق جديد يصمن الحقوق للجميع، لكن للأسف حين وصلوا الى السلطة على تضحياتنا خانوا الوعود، وبعد أربعة عشر عاماً من الوعود الباطلة والاتفاقيات التاي لم تنفذ، والدستور الجديد الذي انقلبوا عليه ولم يلتزمون تنفيذه (تعبنا)”.

وأكد أن الكرد لا يطلبون شيئاً مستحيلاً، ما نريده هو أمر يعتبر من الحقوق البديهية التي توفره الدول المحترمة لشعوبها، الاستفتاء الشعبي حول مستقبل كردستان، حق تكفله القوانين الدولية، وهذا الاستفتاء ما كان مقررا أجراؤه منذ عشر سنوات، وتم تأجيله لإعطاء حكومة بغداد فرصة إضافية لتعديل سلوكها وطريقة تعاطيها مع إقليم كردستان”.

وقال بختيار شاخي في ختام اتصاله، “نحن لم نقل أنه في 25 أيلول سوف ننفصل عن العراق، ولم نقل أننا سنجمد العمل في دستور بغداد، قلنا، بعد الانتهاء من استفتاء الشعب الكردي، وبعد ان يسمع العالم صوت الشعب الكردي، وهذا حق لهم، سنفتح باب الحوار مع بغداد لحل كافة المشاكل العالقة،منها رسم حدود كردستان والمشاكل المتعلقة بالنفط و المياه ة الغاز. نريد ان نكونوا جيران تحكمنا علاقات حسن الجوار مع العراق، لا يمكننا الا ان نكون جيران.

(*) فوزي ابو ذياب- “الانباء”