الموقف يحدد الموقع!

جليل الهاشم

منذ اربع سنوات لم يحضر رئيس للجمهورية اللبنانية الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بسبب الشغور المفتعل والمدبر لموقع الرئاسة في الظروف المعروفة.

ليس حضور افتتاح اعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية حدثاً عادياً بالنسبة لدول العالم فهو فرصة لأعضاء المنظمة لعرض مشاكلها واهتماماتها ورؤيتها للأوضاع الخاصة والاقليمية والدولية، وإجراء الإتصالات في اوسع أشكالها لتأكيد حضور هذه الدولة العضو في المنظمة الدولية واستقلالها وسيادتها ولضمان مصالحها خصوصاً في الظروف العالمية المضطربة والمتوترة.

ولا يقتصر الامر على الإدلاء ببيان او القاء خطاب فالأهم من ذلك هو الإتصالات والقاءات والإجتماعات الثنائية التي يعقدها قادة الدول فيما بينهم خصوصاً بين الدولة المعنية ورؤساء الدول المؤثرة والفاعلة على مختلف المستويات. وستكون الحصيلة مهمة عندما تشمل هذه اللقاءات القوى الكبرى المتحكمة بمجلس الأمن الدولي وبمفاصل السياسة والإقتصاد والأمن في العالم.

ويذكر اللبنانيون إطلالة رئيس الحكومة رفيق الحريري في الجمعية العامة عام 1998 عندما ترأس الوفد اللبناني اليها واحتل جناحاً في فندق والدورف استوريوم ملاصقاً لجناح الرئيس الأميركي بيل كلينتون ليتحول ذلك الطابق الى قمة يومية وليكون مقرّ الحريري ملتقى لزعماء العالم.

عون في الامم المتحدة

طبعاً ليس التذكير بذلك الحدث لمجرد المقارنة اذ ينبغي التساؤل عن أسباب الحضور الضعيف للوفد اللبناني في الامم المتحدة قبل أيام بدءاً من عدم المشاركة في حفل الإستقبال التقليدي الذي يقيمه رئيس الدولة المضيفة للأمم المتحدة لرؤساء الوفود وصولاً الى غياب أي لقاء بارز مع قادة العالم الفاعلين والمؤثرين. ولو تمت مراجعة لائحة اللقاءات لتبين ذلك بشكلٍ صارخ.

ليست الإشارة الى هذا الواقع بهدف الإستغلال والمتاجرة وسوق “الحرتقات” السياسية المحلية ولا للقول بأن المسؤول الفلاني هو أفضل وأقوى وأكثر احتراماً وحضوراً الحقيقة هي ان الموقف هو من يدفع الشخص السياسي الى الموقع الذي يحل فيه وموقف الوفد اللبناني بارتباطه بمحور سياسي محدد ومرفوض من المجتمع الدولي هو الذي أوصله الى المأزق المؤسف، وجعل رحلته لقاءاً نافراً مع وليد المعلم.

(الأنباء)