عذراً يا سيدي!

يوسف ابو شهلا

أنباء الشباب

عذراً يا سيدي،

ربما أكون لا أحترم القانون بوضع عربة الخضار التي أقتات منها على جانب الرصيف.

لكني قد رأيت مطعمًا قريباً قد استملك كامل الرصيف أمامه، لتقف أمامه السيارات الفارهة، فظننت أن ذلك باستطاعت الجميع.

عذراً يا سيدي،

لأني ركنت عربة القهوة على جانب الطريق… لكني قد رأيت على بعد أمتار عني، منتجعاً سياحياً قد قضم نصف الشاطىء ونصف البحر فاعتقدت أن الأملاك العامة مباحة…

عذراً يا سيدي،

أعلم أني لم أدفع فاتورة الكهرباء في منزلي، وقد قُطعت البارحة، لا مشكلة، سيكمل أولادي درسهم على ضوء الشموع.

عفواً… ولدي وليس أولادي،  فقد إضطررت هذا العام لأن أرسل ولداً واحداً للمدرسة،  فأنا لا أستطيع تحمل أكثر من ذلك…

سامحني يا سيدي، فأعلم بأني أخطأت، ولكني أسمع بأن بعض منازل المسؤولين لا تدفع للكهرباء أصلاً…

سامحني، أو إنتظر لحظة… لا تسامحني، عاقبني…

بالسجن لعله يريحني من همومي…

أو بالإعدام لعله يريحني من حياتي البائسة…

(أنباء الشباب، الأنباء)