كتاب مفتوح إلى رئيس بلدية شارون‎

في إطار مواكبتها لقضايا الناس ومطالبهم، تنشر “الأنباء” رسالة من القارئ  فراس البنا الى رئيس بلدية شارون، حول أزمة حرق النفايات في البلدة، هذا نصها:

السيد ملحم البنا، رئيس بلدية شارون المحترم،

أبدأ قولي بالشكر والتقدير لأقدامك على دخول معترك تمثيل أبناء شارون كرئيس لبلديتها، لما في هذا المنصب من تحدٍ وصعاب، فإرضاء الآخرين غاية لا تدرك، وإيجاد حلول لمشاكل ورثتها البلدية عن سابقاتها يكاد يكون ظلما لا ذنب لكم به.

أما بعد، لا بد أن تكون قد وصلتكم تعليقات قاطني “حي الملاحة” في شارون وصوفر في موضوع حرق النفايات. ومن المؤكد أن تكونوا قد شهدتم بأعينكم، بالرغم من بُعد سكنكم الخاص عن المنطقة الموبوءة، آثار الحرق من دخان وتلوث أصاب منطقتنا.  وبالرغم من أن كل تصريحاتك، سواء كانت بين أقربائك المقربين من آل البنا أو سائر الأقارب من عائلات شارون، التصريحات التي  دلّت دوما على حرصك الشديد على معالجة هذه المصيبة، إلا أنه لم نشهد أي خطوات ملموسة على أرض الواقع تترجم هذا الحرص.  لقد ورثتم كارثة بيئية، إستعصى حلها على العديد من القرى والمدن اللبنانية. وكما بدأت قولي، أدرك أنه “إرث” لا ذنب لكم به.  إلا أنه قد وصل الحال بنا إلى التشكيك بمدى جديتكم في معالجة هذه الكارثة.

مشكلة النفايات لم تبدأ في الأمس. ندرك ذلك.  فماذا عن مشكلة الحرق؟. ذكرتم في العديد من المناسبات، كما ذكر غيركم من أعضاء البلدية، أن الذي يحرق النفايات ليس بلدية شارون. كما واتهمتم بعض المغرضين بمحاولة تشويه صورة البلدية الحالية من خلال الحرق. وقد تم اتهامكم في الإعلام بالتقصير، وقمتم بالرد على هذه الاتهامات بوعود تتضمن التعاون مع القوى الأمنية لكشف هؤلاء المغرضين، وأخرى لحل هذه المشكلة وبأقرب فرصة. فما الذي تحقق منذ ذلك الحين؟

أتخذتم قرارا في نيسان بفرض ضريبة مالية لغرض جمع وفرز النفايات. كما تم التبرع بقطعة أرض لبناء معمل للفرز. ها نحن نقارب أواخر آب ولم تجمع الضريبة، ولم يتم العمل على الفرز، وما زلنا نستنشق السموم. فما هي الظروف والتحديات التي أخرّت جمع المال والبدء بمشروع الفرز؟ ما الخطوات التي قمتم بها لتذليل العقبات، والحرص على سلامة أولادنا وشيوخنا ومرضانا؟

أعود وأقول إن الحمل ثقيل، والانتقاد سهل، ولكنني أيضا أقول “على قدر أهل العزم تأتي العزائم” فلولا ثقة أهالي شارون بك كبيرة، لما كانوا انتخبوك لهذا المنصب ووضعوا أملهم بشخص تعوّدوا أن يثقوا به.

في ختام رسالتي، المرجو منها حقيقة النجاح في حل هذه الكارثة، أطلب منكم:

–  وضع حراس من البلدية لوقف الحرق والكشف عن مسببيه.

-الاستعانة بالقوى الأمنية لإيقاف الحرق وتقديم بلاغات رسمية -أمنية بحق المسؤول عن الحرق إن كان معلوما، أو ضد مجهول.

–  التواصل مع الأهالي واعلامنا بحقيقة الوضع الراهن من خلال تصريح رسمي يكشف ما قد تم تنفيذه حتى الآن، وما يخطط له، وما العقبات التي تعيق تنفيذ مشروع الفرز.

– الاستعانة بالأهالي من أصحاب الخبرات في مجال البيئة والشأن العام وذوي الهمة والنيّة في إيجاد الحل السريع، من خلال المشاركة في لجنة هدفها المساعدة في الإيقاف الفوري للحرق. ومن ثم  إيجاد الحلول العملية لمشكلة النفايات.

-إنشاء صفحة رسمية لبلدية شارون على موقع “فيسبوك” تعلنون من خلالها عن خططكم ومشاريعكم المنجزة والمستمرة. فمن المهّم أن يطلّع الآخرون على ما يتم العمل عليه.

أتمنى لكم ولكل أعضاء بلدية شارون كل التوفيق، وأذكركم بأن أملنا فيكم ما زال وسيبقى على قدر محبتكم لنا ولبلدتنا شارون.

(الأنباء)