ما لم يقله لك أحد! / بقلم فراس الاعور

يمر في هذه الحياة الكثير من الاشخاص الذين لا يرون في أنفسهم الا مجرد ضحايا لمجتمعهم أو لظروفهم او لأي سبب آخر. فتراهم دائما يشعرون بقلة الحيلة. ويظنون أانهم لا يملكون أدنى سيطرة على ظروفهم. والناس من هذه الفئة غالباً ما يرددون عبارات مكررة مثل، “الذنب ليس ذنبي، إنما السبب فلان..” او ما شابه ذلك. وذلك لأنهم في مخّيلتهم يضعون الحق على أي جهة أخرى إلا أنفسهم. فتراهم يهربون من المشاكل والصعوبات التي تواجههم لأنهم يعتقدون أنهم ضعفاء حيال تغييرها أو استعمالها لتحسين حالهم.
من هذا المنطلق يتبيّن لنا أن شعور الشخص بأنه ضحية ينبع من شعوره الداخلي بالضعف تجاه كل ما يواجهه من صعوبات، فيلجأ برمي المسؤولية على غيره أشخاصاً كانوا أم أحادثاً معينة أو ظروفاً قد يمرون بها. فبينتج عن هذا الاعتقاد عدة خواطر وأفكار تشكل عوائق ذهنية وفكرية، وتقنع المرء بأنه من المستحيل أن يحصل على ما يريد. وأنه لا يستطيع أن يضع الثقة بأحد، وأن الحياة صعبة جداً، وإلى ما لا نهاية من هذه الأفكار المدمرة والإعتقادات التي تؤدي لأضعاف الإنسان أكثر فأكثر وتدفعه للتهور بأفكاره إلى أماكن بعيدة عن المسار الصحيح للحياة.
ومن هنا لا بد من أن نقول: يجب أن تعلم أيها الانسان أنك أنت من يخلق كل معاناة تمر بها سواء كان ذلك بوعي او بغير وعي. فأنت المسؤول عما يصيبك من إحباط وفشل. وإن راقبت محيطك، سترى الكثير من الناس الذين يلعبون دور الضحية، عوضا عن تولّيهم دور المسؤول في حياتهم. فالفكرة المسيطرة على الضحية هي بالغالب من منطلق أنا مسكين، التي يلنيها بذهنه بمنتهى السرعة وبقانون النوايا. وهكذا يجعل المرء نفسه ضحية، ويقنِع عقله بأنه أحد المساكين العاجزين!
ويجب التشديد هنا على فكرة أن الناس يلعبون دور الضحية، ولكنهم ليسوا ضحايا. لأنه بالحقيقة ليس هناك أي انسان ضحية بالفعل مهما كانت ظروفه، بل هو يجعل من نفسه ضحية أفكاره بالإستسلام لفكرة عجزه وضعفه عن مواجهة الأحداث. ولا بد للمرء أن يدرك أن معظم الناس يلعبون دور الضحية فقط لأنهم يظنون أن هذا الدور يمكن أن ينقذهم.
(*) كاتب ومدرب على النمو الشخصي