و عاصي من شويت: لن نصبح مجتمعا اتكاليا وسنواجه المشاكل مهما كانت معقدة

اعتبر وزير الشؤون الاجتماعي بيار بو عاصي ان “الآخر المختلف هو كل انسان وليس فقط من يختلف في الطائفة او الدين، الا ان الاكثر اختلافا هو الحلقة الاضعف في المجتمع من ذوي الصعوبات الخاصة الجسدية او ذهنية، المسنين، الى المرأة التي حكم عليها المجتمع بالاعدام الاجتماعي واليتيم”.

وتوجه، خلال مشاركته في شويت في حفل اختتام صيفية الاطفال لفريق “مخيم العمل التطوعي” التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع البلدية، الى الاطفال المشاركين مؤكدا ان “مشاركتهم تعد مرحلة مهمة في حياتهم اذ تعرفوا على منطقة لم يكن لديهم اي فكرة عنها”، مشددا على ان “لبنان غني بتنوعه التاريخي وتركيبته المجتمعية وطبيعته، لذا على كل من يعتبر فعلا انه يمتلك الهوية اللبنانية ان يكتشف الهوية بكل تنواعاتها”.

كما توجه بوعاصي الى الشباب المشاركين في هذا المخيم، متمنيا عليهم “الانخراط في اي جمعية يرغبون الانضمام اليها ما يسمح لهم بمساعدة الانسان الذي يحتاج الى من يقف الى جانبه”. ولفت الى ان “الحيوية والديناميكية هما ما يميز المجتمع اللبناني عن غيره”، مشددا على “اننا لن نصبح مجتمعا اتكاليا لذا يجب مواجهة المشاكل مهما كانت معقدة كي لا تتفاقم ولنكون من افضل المجتمعات. واسف “لأن بعض اللبنانيين يعانون من احباط كبير بسبب المشاكل”، داعيا “هؤلاء لعدم الاستسلام والعمل ليبقى اللبناني مواطنا معنيا في الاحداث التي تواجه بلده ومثابرا للتغيير نحو الافضل، والا سيصبح اللبناني مقيما في وطنه”.

اضاف: “لبنان بلد التمايز، التحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم هو الحفاظ على هذا التمايز وتطويره من خلال الالتزام بشرطين: قبول الآخر ومحبته. اذ علينا من جهة ان نتقبل ثقافة الآخر وتاريخه وماضيه، في وقت يجب ان نحافظ على انفسنا وشخصيتنا وننقلها للآخر. ومن جهة اخرى لا يمكننا تقبل الآخر اذا تغلب الحقد على المحبة بل على العكس مصيرنا سيكون الانعزال عن الجميع والوحدة.”

واوضح بو عاصي ان “الوزارة تنظم هذا العام 4 مخيمات تطوعية صيفية في كل من ابل السقي، عين الدهب، مشان وشويت”، متمنيا على “الشباب اكتشاف غنى لبنان وهويته الحقيقية من خلال مشاركتهم سنويا في المخيمات”.

من جهة أخرى، توقف وزير الشؤون الاجتماعية عند ظاهرة الادمان على المخدرات في مداخلة له خلال احد المشاهد التمثيلية التي اعدها الطلاب ليؤكد انها “كارثة انسانية اجتماعية صحية تعد من الاسوأ في العالم اذ لا يشفى منها نهائيا سوى 11% فقط”، ووصفها ب”الانفجار الاجتماعي فهي تضرب الجهاز العصبي والقدرة على التركيز، كما تخسر المدمن امواله وتجره الى كارثة اكبر”.

وشدد على ان “لا تمييز بين انواع المخدرات فهي تقضي على الانسان وتأسره في سجن لمدى الحياة”، مركزا على “اهمية توعية الشباب والاهل من هذه الظاهرة والحديث عنها من دون اي محرمات”. واوضح للشباب ان “مراكز العلاج الموجودة في لبنان غير كافية وهي تعاني من مشاكل مالية بسبب كلفة العلاج المرتفة”. وتحدث عن “ضرورة الوقوف الى جانب المدمن ومساعدته خلال العلاج في مركز متخصص لحالته، بدلا من الحكم عليه لانه قد حاكم ذاته”.

ورأى بو عاصي ان “الفضولية والتسلية احد اسباب الادمان، الا ان السبب الرئيسي يعود للصعوبات والمشاكل التي تكون بمعظمها مشاكل نفسية، يعتقد انه يهرب منها بتعاطي المخدرات، ولكنه في الحقيقة يضيف مشكلة على مشاكله”، مشددا على “اهمية مواجهة المشاكل بالمعالجة لدى طبيب متخصص، ان من خلال العلاج النفسي او الطبي”.

وشرح تصرف الدولة مع المدمن، موضحا انها “تعفيه في المرة الاولى في حال قبل العلاج لتحاكمه اذا عاد الى الادمان”، لافتا الى ان “العالم متوجه اليوم نحو معالجة المريض لا محاكمته واقصائه”.

وتخلل الحفل كلمة ترحيبية لرئيس بلدية شويت وسيم بو سعيد، وعرض عدد من المشاهد التمثيلية التي تحمل رسائل اجتماعية، من اعداد الطلاب.