لبنان على ابواب ايام صعبة؟

بعض التوجهات السياسية الخارجية لا توحي بالإطمئنان بالنسبة إلى لبنان. توحي المؤشرات بأن ثمة تصعيداً مرتقباً، قد يتزامن مع إقرار العقوبات الأميركية بحق حزب الله وفق ما تتحدث مصادر ديبلوماسية لـ”الأنباء” وتلفت المصادر إلى أن هناك إجراءات خليجية قد يتم اتخاذها تزامناً مع إقرار العقوبات بحق حزب الله، على قاعدة أن دول الخليج لم تعد تحتمل هذا الكمّ من التدخل بشؤونها من قبل الحزب الذي هو شريك في الحكومة اللبنانية التي تبدو عاجزة عن إتخاذ أي إجراء يحول دون تدخلات الحزب في شؤونها.

وتعتبر المصادر أنه إذا ما كانت العقوبات الأميركية فعّالة وتشكّل ضغطاً على الإقتصاد اللبناني، فإن دخول العقوبات الخليجية على الخطّ، يعني أنها ستكون قاسمة للإقتصاد، وأساسها سينطلق على مبدأ تحمّل اللبنانيين لمسؤولياتهم، تجاه ما يفعله حزب الله في الدول العربية.

لا تخفي المصادر حجم الإنزعاج من الوضع في لبنان، لكنها تقول إن هذا البلد الصغير حظي بالكثير من الإهتمام الخليجي، الذي لم يتم استثماره لبنانياً بشكل إيجابي وجيّد، وبالتالي إرتداداته ستكون قاسية، وقد تصل إلى حدّ عزل لبنان عن محيطه العربي، وتضييق الخناق عليه، وهذه الإجراءات ستكون بمثابة رد فعل على النشاط الذي يقوم به الحزب في دول المنطقة، وبما أن الحزب شريك في الحكومة اللبنانية، ويبدو مسيطراً عليها، فإن الإجراءات ستطال الجميع، وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم.

ثمة من يذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، ويعتبر أن الإنتخابات النيابية المقبلة ستكون عامل فصل في التعاطي مع لبنان، بمعزل عن ما ستكون عليه نتائجها، بمعنى إذا ما حظي حزب الله وحلفاؤه على الأكثرية المطلقة، وبالتالي أصبح الحكم شرعياً خاضع لسيطرتهم، فعلى لبنان توقع تعاطي خليجي وغربي جديد معه، وحتى إذا ما بقي الستاتيكو السياسي على حاله بعد الإنتخابات، فإن أيضاً ثمة إجراءات ستتخذ، على قاعدة أن من يريد حزب الله ويؤيد ما يفعله في الخارج، عليه أن يتحمّل مسؤولية خياراته، وهذا المسار يبدو ثابتاً لأن موازين القوى في لبنان تحتّم إبرام تسويات في السلطة مع حزب الله لتكوينها وتأمين إستمراريتها.

ولا تنفصل هذه العقوبات عن الحراك الديبلوماسي الذي يجري في الكواليس، سواء لناحية الضغط الأميركي بهدف توسيع صلاحيات القرار 1701 ليشمل السلسلة الشرقية والحدود مع سوريا، بالإضافة إلى التحذيرات الأميركية من وجوب عدم حصول أي تنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله. كل هذه الأجواء، تفيد بأن ثمة أيام صعبة مقبلة على لبنان وفق ما تتحدّث المصادر.

ربيع سرجون – “الانباء”