ماجدة الرومي تختتم مهرجانات بيت الدين 2017

ليلة 12 آب 2017 ليلة اختتام مهرجانات بيت الدين الدولية في دورتها الـ 32، ليلة من الليالي الأسطورية التي لن تنساها بيت الدين ولا شوارعها ولا شرفات منازلها، ولن ينساها القصر الشهابي التاريخي ولا أروقته وباحاته، ولن تنساها شوارع القرى المجاورة، حيث ضاقت المواقف المعتمدة للسيارات بزوارها، وامتلأت المدرجات والباحات بجمهور يعشق الغناء الراقي، الذي التزمت لجنة مهرجانات بيت الدين على توفيره لجمهورها المميز، ليلة ستدون في سجلات المهرجانات الدولية وفي الديوان الذهبي للجنة مهرجانات بيت الدين، وفي ذاكرة سيدة الغناء المتألقة ماجدة الرومي وتذكارات عاشقي صوتها وأغانيها.

IMG-20170814-WA0078

من بين الأضواء المختلفة الألوان أطلت ماجدة الرومي على جمهور فاق الخمسة آلاف ملأ المدرجات والأسطح القريبة منه، وبأناقتها المعهودة المتألقة، وبثوبها الأزرق السماوي المزين بخيوط ذهبية، وبكثيرٍ من التأثّر الذي بدى على صوتها ألقت التحية على جمهورها، وبعد أن استهلت أمسيتها بأغنية من ألبونها الجديد (وطني الحب … ليس في الحب حقدٌ) غنتها باللغتين العربية والفرنسية وبمرافقة الأوركسترا الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، قالت: “أنا جيل بيت الدين ترافقنا من زمان، صار إلي هون ذكريات وأغاني بذكرا، حفلات بذكرا قلبي دق بذكر فرح بذكر، هون بغني ببيتي، نحنا سوا مشينا عكس التيار بسنين صعبة بالثمانينات ويلي بعدا، ويلي اشتغلوا بهل المهرجانات اشتغلوا بظروف كثير صعبة.. وقدروا بالرغم من كل الظروف أنو يحافظوا على الفن بالمستوى الرفيع .. عم بحكي عن الست نورا وكل يلي اشتغلوا معا.. بحكي عنن مش لأني واقفة ببيت الدين لأنن يستحقوا وألن كل محبة وتقدير واحترام، وعندي تمني حقيقي أنن يستمروا ويبقوا دايما ببيت الدين بالإضافة لغير مهرجانات منعقد عليا آمال، يضلوا بقعة نور في هذا الظلام الكبير”.

IMG-20170814-WA0080

بهذه الكلمات وعلى مدى ساعتين من أغاني الفرح والحب القديم منها والجديد، اختتمت الفنانة ماجدة الرومي مهرجانات بيت الدين لهذا الصيف، والابتسامة لم تفارق محياها، متفاعلة مع جمهور راق، أطربته بصوتها الجميل المتناغم بين إيقاع عال منضبط ورقة أوتار يمتزج فيها القانون الشرقي مع الكامنجات الكلاسيكية والمؤثرات الصوتية وقصائد اختارتها من البوناتها المختلفة لليلة إبداعية حملت عنوان آخر أعمالها “لا تسأل”، لتكون اشبه بالتحفة الفنية والتظاهرة الثقافية.

IMG-20170814-WA0081
حرصت ماجدة الرومي ان تحمل سهرتها معان عديدة، فصاغت برنامجا منوعا يشبه تجربتها كفنانة لها مسارها الخاص بين المطربين والموسيقيين والملحنين، تجربة اختلط فيها غناء الحب والعشق والغرام والفرح مع الأغنية الوطنية المُلتزمة الحرية والثورة وبيروت، المتناغمة مع صوتها الراقي الممتزج بين التراث الشعبي والسوبرانو العالمي، فاختارت فأغاني ليلتها المنوعة من قصائد لكبار الشعراء كطلال حيدر ونزار قباني وسعاد الصباح وغيرهم كثر، وحرصت ان تزين أغانيها بألوان ومقامات موسيقية مختلفة فكان بعضها من ألحان الموسيقار ملحم بركات ومن ألحان والدها حليم الرومي الذين استذكرتهما بكلمات معبرة. حرصت على مخاطبة جمهورها بها مرّات عدة.

IMG-20170814-WA0083

أبرز ما غنّت: (على باب العتمة معلّق قنديل الدار)، (غمض عينيك تصور أنو العالم إلنا)، (كن صديقي)، (ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي)،(عم يسألوني عليك الناس)، ، (بس قلك حبيبي شو بصير)، (لا ما راح ازعل ع شيء)، (أحبك جداً)، (إنت وأنا )، (على قلبي ملك) ،(لوّن معي الأيام يا حبيبي) و(بقلك أنا بدّي تبقى العمر حدّي)، (اعتزلت الغرام)، (لا تغضبي) و(اسمع قلبي)، (لا تسأل)، (كلمات) لتختتم برنامجها بتحية بيروت من بيت الدين أغنية ( ست الدنيا يا بيروت) التي شارك في انشادها الجمهور وقوفا.

IMG-20170814-WA0090

ماجدة الرومي التي حافظت على المستوى الراقي للفن الأصيل والذي تعلّمته في بيت والدها الراحل حليم الرومي ومنه ومع كبار الفنانين الذين انطلقوا من الإذاعة اللبنانية “كلّن، كلّ اللي بتعرفوهن، اللي هنّي روح لبنان”، كما قالت، والذين رفعوا اسم لبنان عاليا، أرادت معها أن تختتم لجنة مهرجانات بيت الدين حفلاتها للعام 2017، في لفتة تكريمية لهذا المستوى الراقي من الفن والذي ما غاب عن ليال بيت الدين طيلة السنوات السابقة، لا بل كان هذا العام مميزا ومتنوعا باحترافية ورقيه، منذ الليلة الأولى مع سيناترا فلسطين عمر كمال، وتجربة (السيرك السياسي)، الى حوار الحضارات في تجربة ابن بطوطة، الى ماجدة الرومي التي اختتمت بأمسيتها الـ  32 سنة من عمر المهرجانات التي حرصت على أن تبقى متألقة برسالتها وأهدافها الثقافية والحضارية، فسحة أمل مشعة في ظلام دامس.

IMG-20170814-WA0084

(*) فوزي ابو ذياب