في “الأنباء”: هذا ما سمعه الحريري في الكويت!

 

أفادت بعض المعلومات والمؤشرات أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الكويت لم تحقق النتائج المرجوة. صحيح أن الحريري طلب من المسؤولين الكويتيين عدم التعاطي مع لبنان ككل بجريرة كيفية التعاطي مع حزب الله، والفصل في الإجراءات التي ستتخذ بحق المتورطين بخلية العبدلي عن لبنان برمّته، إلا أن الأجواء الآتية من الكويت تتحدث عن تشدد كويتي حول ضرورة عمل الحكومة اللبنانية لمعالجة ذيول قضية العبدلي، وتقديم الجانب العملاني على الكلامي لحلّ هذه المشكلة.

تنتظر الكويت بحسب ما تشير مصادر متابعة، أن يتحرك القضاء اللبناني ليلاقي القضاء الكويتي لاستكمال التحقيقات بشأن خلية العبدلي وتورط حزب الله فيها، خصوصاً أن الكويت سترسل ملفاً يتضمن كل التحقيقات في هذه القضية، والمبنية على إعترافات من أعضاء الخلية، بأن البعض منهم حضر إلى لبنان وخضع لدورات تدريبية لدى حزب الله. هذا التشدد سمعه الحريري خلال زيارته، وهو أوحى به في كلامه بعد لقائه أمير الكويت حين إعتبر أن “هناك إستياء كويتي على خلفية ملف خلية العبدلي، وعلينا معالجته وأمن الكويت من أمن لبنان والحكومة اللبنانية ضد أي عمل أمني في هذا البلد، فهم لم يقصروا يوماً مع لبنان وتعاملوا مع لبنان كأنهم يتعاملون مع الكويتيين”.

وفي هذا السياق، كان لافتاً كلام وزير الخارجية الكويتي حين قال “أن الكويت سوف تقدم الأدلة التي لديها في قضية العبدلي ليردوا عليها في لبنان بحجة مقابل الحجة”. وردّ على نفي حزب الله للاتهامات الموجهة إليه عن ارتباطه بخلية العبدلي قائلاً: “نحن لدينا إعترافات والاعتراف هو سيّد الأدلة وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صدرت حيثيات الحكم وإرتباط حزب الله بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدمها أفراد من حزب الله للخلية أن يقدموا الحجة مقابل الحجة، وأن يطلعوا على ما لدينا من أدلة”.

هذا الكلام، قد يؤشر إلى مرحلة أصعب مستقبلاً على صعيد العلاقات الخليجية اللبنانية، كما أفادت مصادر، والتي أشارت إلى أن هذه الازمة قد لا تنحصر فقط في العلاقة بين الكويت ولبنان، فإن الفشل في معالجة ذيولها يعني أن الضغط سيستمر ويزداد، بالإضافة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية بحقّ لبنان، والتي قد تبدأ بتخفيف زيارات الكويتيين إلى لبنان، وبتقليص حجم الدعم المقدّم من صندوق التنمية الكويتي لتنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المناطق اللبنانية، كما أن المصادر لا تستبعد من أن تصل هذه الإجراءات إلى الطلب من بعض اللبنانيين مغادرة الأراضي الكويتية.

وتعتبر المصادر أن دول الخليج تعمل حالياً على تجميع أوراق الإدانة بحق حزب الله الذي يستمرّ في نشاطاته بدون أي معارضة حكومية، أو إتخاذ أي موقف يمنعه من ذلك، وهناك من يعتبر أن ثمة ملفّ خليجي كامل متكامل، يتم تحضيره وسيرمى بوجه اللبنانيين في لحظة سياسية حاسمة وحساسة، وهذا سيكون عبارة عن إطلاق صافرة إنذار لإتخاذ إجراءات خليجية قاسية بحق لبنان غير القادر على منع حزب الله من العبث بأمن الدول الخليجية كما تقول المصادر.

ربيع سرجون – الأنباء