“صدمةٌ” إيجابية في الأشرفية… والسبب؟

منذ أكثر من شهر لا يعلو صوتُ صهاريج المياه على ما عداه من أصواتٍ في منطقة الأشرفية وتحديدًا في الأحياء المتفرّعة من ساسين.

سكان تلك الأحياء، الذين اعتادوا تخصيصَ مبالغ أسبوعية لملء خزاناتهم بالمياه من أصحاب الصهاريج لا سيما خلال فترة الصيف، مصدومون “إيجابًا” لأن المشهدية بالنسبة اليهم اختلفت كلّ الاختلاف من دون أن يفهموا السبب.

ككلّ عامٍ، يخصّص سكان الأشرفية الواقعة ضمن نطاق بيروت المركزية والتي تنعم بالكهرباء 21 ساعة على 24 ساعة، مبلغًا محددًا لتلافي الشحّ المائي الذي يعانون منه كلّ صيف وفق تقنين مُمنهَج يمنحهم الماء يومًا ويقطعها يومًا آخر على قاعدة “يوم إيه يوم لأ”.

راهنًا، ومنذ شهر تبدّلت الأحوال وباتت المياه تزورهم كلّ يوم و24 على 24 ساعة في مفاجأة كبيرة لم يحسبوا لها حسابًا ولم يفهموا سببها وإن كانوا لا يريدون التساؤل عن السبب خشية تفتيح العيون على “هذه النعمة” التي مُنِحوا إياها من حيث لا يدرون رغم أن شيئًا لم يختلف في حرارة السماء بين هذا العام وسلفه، ورغم أن الشحّ ما زال مخيمًا على مناطق أخرى.

“من دون حسيدة” لم تعد الصهاريج التي غالبًا ما كان أصحابها يتقاضون من 40 الى 60 ألف ليرة من كلّ منزل، تزور الأحياء الرئيسة والمتفرّعة. علمًا أن معظم أصحاب الصهاريج كانوا يأتون من مناطق خارج الأشرفية، كما كانوا يرفضون الحضور من أجل تلبية حاجة منزل واحد لا بل يشترطون تجمُّع الجيران كي يكون مجيئهم “حرزانًا”.

وكثيرًا ما كانت ترتفع الصرخة من “سرقةٍ” ممنهجة كان يمارسها بعض هؤلاء واضعين الناس تحت ضغط “الأمر الواقع”: إما المبلغ غير المقطوع وغير المنضبط وإما الشحّ، وغالبًا ما كان السكان يرضخون لحاجتهم الماسّة الى ملء خزاناتهم. أما من تذاكى منهم وتفلّت من سلطة أصحاب الصهاريج فلجأ الى استراتيجة المضخّات بحيث كان يسحب الماء خلال ساعات الى السطح بمضخّاتٍ كهربائية فيقتضي الأمر.

اليوم، وعلى عتبة فصل الخريف ينام سكان الأشرفية ويستفيقون مطمئنين الى أن جلاّدي الصهاريخ لن يسلخوا منهم مبالغ أسبوعية طالما أن مصلحة مياه بيروت وجيل لبنان حنّت عليهم وفتحت لهم “مضخّة ضبيه” كلّ يوم…

رامي قطار- الأنباء