التيار والقوات انتخابيًا… تقاسُم مناطق الأمان!

منذ الانتخابات البلدية الأخيرة تترنّح الثنائية العونية القواتية أقله انتخابيًا. يعلم الفريقان أن ما جمعته ورقة معراب قد تفرّقه المصالح الانتخابية القائمة على تحالفات غير متوقّعة وليست الانتخابات البلدية سوى خير دليل حيث شهدت قرى وبلدات عدة خصومة عونية قواتية شرسة، مقابل تحالفاتٍ متواضعة لم تأتِ بالنتائج المرجوّة.

اليوم، يقف العونيون والقواتيون قبل أشهر من الانتخابات المرتقبة في أيار 2018 أمام مفترق طرق. فالمصالحة التاريخية التي أرسيت بينهما لا بدّ من أن تتكلّل على أرض الواقع وتحديدًا تحت قبّة المجلس النيابي الذي سيحكمه نوابٌ منتخبون على أساس قانون انتخابي نسبي جديد.

في حال مقاربة خريطة توزّع الانتشار العوني القواتي في شتى المحافظات يمكن استخلاص الكثير من عناصر الصورة التي ستتبلور في الأشهر القليلة المقبلة و”بالتراضي” من دون أيّ خلافاتٍ على أن يمرّ اللاتحالف في دوائر عدّة سلسًا وغير مدمّر لما بناه الطرفان على ما علمت “الأنباء”، فتكون الانتخابات النيابية نسخة منقّحة عن الانتخابات البلدية لجهة التحالف والافتراق.

البداية من بيروت وتحديدًا الدائرة الأولى حيث يبدو التحالف سهلًا وسلسًا وتقاسم الحصص أكثر من العسل على قلوب الجميع، لا بل ذهب التحالف أبعد من ذلك الى بدء طرح أسماء مشتركة تناسب الطرفين. الصورة الوردية في بيروت لا تنسحب على جبيل حتمًا حيث بدا تبني القوات ترشيحَ رئيس البلدية المستقيل زياد حواط أشبه برسالةٍ واضحة الى التيار الوطني عن معركةٍ في هذه الدائرة المرتبطة بكسروان.

وكما في جبيل كذلك في جزين حيث تلوح الخصومة مع إصرار القواتيين على أن يكون المقعد الكاثوليكي من حصتهم فيما يبدو صعبًا على العونيين منحهم مقعدًا في أحد معاقلهم الأساسية على ما علمت “الأنباء” وما زال الطرفان يناوران كي يكسب أحدهما في نهاية المطاف مع أرجحية لفرضية احتفاظ العونيين بالمقاعد الثلاثة.

وحيثما تشتد الأمور صعوبة في جبيل وجزين، تتيسّر في البترون والدائرة الشمالية الموسّعة بحيث يبدو أن هناك اتفاقًا صريحًا على عدم الاختلاف كي يصل الوزير جبران باسيل بأصوات الناخبين أو بالصوت التفضيلي. أما في المتن فالمصلحة تجمع الطرفين تحت مسمّى “كسر الكتائب” وتحديدًا كسر سامي الجميل وإن يبدو ذلك صعبًا مع القانون النسبي الجديد. اتفاقٌ ينطلي هو الآخر على الشوف حيث قد يتكرر السيناريو البلدي بمعية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.

في المحصلة، يناور العونيون والقواتيون في مناطق خلافهما عسى أن يصلا الى اتفاق ربع الساعة الأخير، ولكن الى حينها الأكيد أنهما يفلحان في مناطق أمانهما حيث الاتفاق بدأ يتبلور منذ اليوم إن لم يكن قد تبلور وانتهى!

رامي قطار- الأنباء