خاص “الأنباء”: لتكن مصالحة الجبل قاعدة للإلتقاء

عندما التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني آنذاك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير عام 2001 وعقدا راية مصالحة الجبل لم يكونا بذلك يؤسسان لثنائية طائفية، بل على العكس كانت المصالحة فاتحةً بإتجاه إلتقاء كل اللبنانيين ـ في وقت لاحق ـ وفاتحة لـحركة إستقلالية شاركت فيها كل الطوائف. فمصالحة الجبل كانت يومها مشروعا وطنيا لبنانيا مشتركاً،هذا المشروع الذي حاول «النظام الأمني اللبناني ـ السوري» الانقلاب عليه في 7 آب من العام نفسه.

في تلك الفترة وإن كانت المبادرة منسّقة بين النائب جنبلاط والبطريرك صفير، إلا أن الكثير من القوى شاركت فيها، والكل عمل على إنجاحها كل من موقعه، من لقاء قرنة شهوان، الى أحزاب القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحركة اليسار الديمقراطي وحركة التجدد الديمقراطي إضافة الى شخصيات سياسية وروحية ووطنية عديدة.

اليوم وبعد ستة عشر عاما على المبادرة السياسية ـ الوطنية التي حصنّت السلم الأهلي. لا يجب على اي كان اعتبارها تخص فريقا دون فريق، ولا يجب ان تستثني اي فئة نفسها من هذه المصالحة، بما لها من معاني سياسية وبما تشكله من ركيزة وطنية.

مصالحة الجبل 2001 كانت لحظة مفصلية في رفض نظام الوصاية والتأسيس لعودة السيادة وتحقيق الإستقلال، وإعادة تكوين السلطة على اساس وطني، ومن هنا على كل القوى والاطراف ان تعي مضامين تلك المصالحة والبناء التراكمي عليها، والنأي بها عن اي مصالح سياسية آنية ضيقة، ومن هنا ايضا وعلى ابواب الاستحقاق الانتخابي المقبل يجب ان تشكل هذه المصالحة قاعدة للإلتقاء بين كل القوى الوطنية الحيّة، وان تكون إطارا جامعا للكل، لتكون ذكرى عقد الراية محطة لتحقيق نقلة سياسية بإتجاه تعزيز مفهوم الدولة والشراكة الوطنية.

(الأنباء)