عن المصالحة الأم التي خلقت فينا عمقاً ثقافياً وطنياً…
منير بركات
6 أغسطس 2017
لقد كانت الخطوة التاريخية في مصالحة الجبل التي رعاها غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ،والزعيم الوطني وليد جنبلاط، تتميز ببعدها الوطني وشمولية المشاركة الشعبية والدينية والسياسية والحزبية والمدنية والاهلية والعسكرية، حيث شكلت تظاهرة تعبيرية عميقة طوت معها ذيول الحرب العبثية البغيضة، وما تلاها من ترجمة وخطوات تصالحية بما فيها زيارة غبطة البطريرك الراعي سابقا والتي توجت بعلاقات ممتازة بين خصوم الأمس والتي سبقها خطوة نبيلة وشجاعة في تبني شهداء الجبل سواسية، محصنة بمبادرة من الاستاذ تيمور بك جنبلاط بزيارته على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي القرى التي طالتها الاحداث المؤلمة بالاضافة لزيارة المراجع الروحية.
وتأتي زيارة رئيس الجمهورية الأحد والبطريرك تأكيدا على النتائج الايجابية للمصالحة التاريخية وكل خطوة على هذا الطريق تشكل تراكما جيدا لينتج معها مسارا نوعيا لوحدة الجبل الذي هو من وحدة لبنان ومصالح الطوائف التي ترتبط بمصلحة ومصير الوطن.
وإننا نشجع كل الخطوات والطرائق التي تخدم هذا الهدف بشرط ان لا تاتي منقوصة، سواء في القرار الموحد لأي نشاط ام في ألية التنظيم وصولا إلى توجيه الدعوات الشاملة بعيدا عن الاستنسابية، من أجل الحفاظ على مستوى وحجم المصالحة الأم واهدافها النبيلة خارج الحسابات الضيقة حزبية كانت أم انتخابية.
ستبقى مصالحة الجبل التي خلقت فينا عمقا ثقافيا لمرحلة نبني فيها وطنا بشراكة حقيقية بعيدا عن الأقصاء والتزمت وعدم المراهنة على المشاريع الوهمية من اي جهة.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية