لودي الحداد تُوقّع “كؤوس الأحلام” في المحيدثة برعاية أبو فاعور

راشيا- عارف مغامس

نأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور بنفسه عن السياسة، ليدخل رحاب الشعر والزمن الجميل، حيث لطف ولين وجمال الشعر منعه كما قال “من التحدث بالسياسة، كونها تبدو قبيحة مهما كانت جيدة أمام جو شعري مفعم بالجمال”.

هذا النأي عن السياسة جاء خلال رعايته احتفالية توقيع كتاب ” كؤوس الأحلام” للشاعرة لودي جورج الحداد، أقيمت في كنيسة مارجريس، بدعوة من بلدية المحيدثة في قضاء راشيا، حضرها إلى جانب أبو فاعور، عضو اللقاء الديمقراطي النائب أنطوان سعد، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، الإكسيرخوس إدوار شحاذي، ولفيف من المشايخ ورجال الدين، ومتذوقو الأدب شعراء وكتاب ومثقفون، ومدراء ثانويات ومدارس، نائب رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، مختار المحيدثة نواف جمال موسى نصرالله وعبدالله خوري، ورؤساء بلديات ومخاتير وأهالي بلدة المحيدثة والقرى المجاورة.

قدّم اللقاء الملحّن والشاعر جورج سلوم، فلفت إلى ما في الكتاب من قيم فنية ورؤى جمالية ولغة شعرية راقية.

رئيس بلدية المحيدثة مروان شروف قال:” أن نعبّأ الأحلام بكؤوس، يعني أننا أمام عصارة قلب يضوع بأريج الكلام وشذا عطر مصفى، وبوح شعور بلغ قمة الاكتمال، وصدق تعبيرمتوج بالحلم، متموج بالكوثر،منسوج من خيال”. وتابع “بهذا الضوء الشفيف المرهف تبهرنا الشاعرة لودي جورج الحداد بكؤوس أحلامها الندية لتسكر كلّ من يقرأ عناقيد كرمها السخي. فتدخلنا في حيرة من امرنا، كيف يمكن لأحلام أن تملأ الكؤوس، ونحن في بلدة اعتادت أن تستفيق على تورد كرم العنب، ونضج رمان تعصره زنود التعاون بين أهلها الميامين الطيبين.

وأضاف شروف” نجمة الصبح قبالة حرمون موئل دفء، نسيجه هذا التلاقي الكياني بين مكوناتها، حيث لا فرق بين عطروعطر تماما مثلما لا فرق بين مذهب ومذهب، او عائلة وعائلة، وهي البلدة التي قدمت هويتها واضحة كضوء الشمس، نيرة كإطلالة قمر كامل الأوصاف.

2

وتابع شروف “يكتمل مشهد التلاقي العميق حول مائدة الأدب والشعر برعاية قامة أخلاقية ووطنية وانسانية، عابرة للطوائف والمذاهب، قامة رجل قمة في العطاء والانجازات، قامة سياسي استثنائي حوّل الأحلام العصيّة إلى حقائق ووقائع نعيشها في يومياتنا، وسكب في كؤوس طموحاتنا إكسير الأمل والثقة، بأن لا شيء مستحيل قامة وائل أبو فاعور. هذا الرجل المعطاء، مدرسة عطاء وسفير قيم واخلاق، رسول محبة وتواضع فأهلا بك راعيا للشعر والأدب، وأنت الذي لم تاخذك السياسة عن تذوق الجمال وكتابته حروف وفاء وابداع.

وختم شروف” ما اسعدها لحظات، تكرّم فيها المحيدثة ابنتها المبدعة والمتألقة لودي،الشاعرة المرهفة، صاحبة القلم الجريء والحساس واللطيف، ابنة هذه البلدة ومن نسيجها الإجتماعي والأخلاقي والجمالي،  وبحضور كوكبة من أهل الثقافة والأدب، شعراء واعلاميين وادباء، يضيئون الأحلام بكؤوس أقلامهم العذبة. وما أغناه لقاء بهذا الحضور المتميز من ابناء قرانا الوادعة ومن ابناء نجمة صبح هذه المنطقة، فأهلا بكم في رحاب “بيت من بيوت الله” في كنيسة مارجاوريوس التي تزرع فينا الايمان والتقوى، وتغرس في نفوسنا الطمأنية والفرح، وتجمع على المحبة والذوق والعيش الواحد.

ثم تحدث أمين عام الإتحاد الدولي للصحافة والإعلام الدكتور عبد الكريم بعلبكي فقال:” هذا النشاط إن دل على شيء فهو يدل على رقي القيمين عليه، في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الغزو الثقافي كالجرب في ضمير هذه الامة، فأتينا لنؤكد على أهمية تلازم الثقافة مع جوهر اهتمامات الانسان والمجتمع.

ثم قصيدة للشاعر نديم دربيه استهلها بقوله:” ما الشعر الا وميض الروح ينهمر    شلال نور من العلياء ينحدر.  ودفقة الوجد في الاضلاع ان عبرت  حبرا على صفحة القرطاس يستعر.

ثم كانت مداخلة للشاعر زاهر أبو حلا فقال” يا ضيوف المحيدثة التي حق لها الدلال، ” إن المبدع بهذا الوادي التيمي بحاجة إلى أكثر من الخبز الذي ليس بوحده يحيا الإنسان، ويا لودي، وهنا في مقام مار جريس” أنا لم أزل على درب أمي التي تنذر اليه بكثير من الشموع والدعاء وقليل من المال، جئتك لنقيم عرس قانا ونقول الكلمات الماء استحيلي شعرا خمرا ونشهر محبتنا في وطن يريده البعض على درب الجلجلة وصليبها، نحتفل بك اليوم اختا لها من روح هذه البلدة كل عبق جميل وبين اناس يردون التحية بأجمل منها.

3

أبو فاعور:

وقال أبو فاعور: “لطف ولين وجمال الشعر منعني من التحدث بالسياسة لانها ستبدو قبيحة مهما كانت جيدة امام هذا الجو الشعري، حيث نكتشف كم تستطيع الكلمة الجميلة والفكرة الناضجة أن تؤثر بين اللبنانيين، في زمن لا تأخذ فيه الثقافة ما تستحق.

وتابع أبو فاعور:” في زمن ندر فيه من يقرأ، نجد فيه من يكتب، في زمن الاستلاب الى المدينة والهجرة اليها والجحود بالريف ونكرانه والتبرؤ منه، نجد ان هناك من يعود بأصالته الى قريته، الى ريفه، وقد استمعنا الى الريف اليوم مع مجموعة من الشعراء من قب الياس وعين جرفا وشدرا واستمعنا الى المحيدثة الى شيطان الشعر الرجيم زاهر ابو حلا فقال: “ساسميك ابليس الشعر، ويقال ان ابليس كان ملاكا ثم افتتن بفتنة الشعر فأصبح ابليسا وانت كنت ملاكا فافتتنت بفتنة الشعر فاصبحت شيطانا رجيما  .

وقال” شكرا على هذا اللقاء وعلى الكلمة الطيبة، وكم نحتاج الى الكلمة الطيبة التي تجمع بين الناس  وتنفخ روحا طيبة شكرا للمحيدثة ورئيس بلديتها مروان شروف.

6

وتابع أبو فاعور:” جمع الشعر ابناء المنطقة واهل المحيدثة وأتمنى ان لا يفرق بينهم اي أمر لا بالسياسة ولا بغيرها، فالمحيدثة نموذج وصورة مصغرة عن لبنان اذا ما سمت نفوسنا فوق ما يفرق بيننا، اذا ما فتشنا عن المشترك بيننا فاعتقد اننا لن نجد ما يستحق ان نختلف عليه، وبوقوفنا في حرم هذه الكنيسة وانا في اشتراكيتي وتقدميتي مقتنع ان كمال جنبلاط كان يقول أن الاشتراكي الأول كان السيد المسيح، وان التجارب الاشتراكية او الشيوعية ارتدت عن المسيحية فانكرت اصولها لانها اخذت من المسيحية فكرة العدالة والمساواة وارتدت على جذورها وكان يقول ان بعض التجارب الاشتراكية والشيوعية هي تجارب مرتدة بالمعنى السياسي الفكري وليس بالمعنى الديني لانها نهلت من المسيحية وانقلبت عليها وانكرت اهمية الظاهرة الروحانية في حياة البشر. وأضاف” اشعر بان انسانيتنا العميقة تلتقي مع هذه الكنيسة ومع قناعاتنا الفكرية ومع هذا الجو الشعري الراقي الذي عشناه اليوم.

5

وختمت الشاعرة بشكر بلدية المحيدثة ورئيسها وعبّرت عن شكرها العميق لرعاية النائب أبو فاعور السياسي المثقف، شاكرة الحضور وأبناء بلدتها، ثم قراءات شعرية من كتابها.

ثم وقعت الشاعرة كتابها للحضور. وأقامت البلدية حفل كوكتيل بالمناسبة.

4 (2)