مشروعان سقطا على تخوم عرسال

جليل الهاشم

سجّلت تطورات جرود عرسال والقلمون الغربي السوري خلال الأيام الأخيرة انتهاء مشروعين لا يقل أحدهما خطورة عن الأخر .

المشروع الأول هو ما عبرّت عنه المنظمات المسلحة السورية التي أسهمت في ضرب الثورة السورية نفسها منذ قيامها، ونعني بها داعش والنصرة خصوصاً. لقد قامت هذه التنظيمات في امتداد وتقليد بسياسات البعث السوري على مدى تاريخه تجاه لبنان في محاولة اختراق عرسال المدينة والسيطرة عليها وتحويلها إلى بؤرة التوتر في مواجهة محيطها المتنوع وكان التعبير الأبرز عن تلك المحاولة ما جرى في العام 2014 عندما ارتكب مسلحوا تلك التنظيمات جريمتهم بحق الجيش والقوى الأمنية اللبنانية وبحق عرسال نفسها إلا أن المحاولة فشلت وانكفأ منفذوها إلى الجرود.

المشروع الثاني هو ما نشط وسعى اليه مذهبيون ومصطادون في مياه السياسة اللبنانية العكرة عبر شنهم الحملات السياسية والاعلامية في محاولة لشيطنة أهالي عرسال بل وطائفة لبنانية بكاملها وهذا المشروع بدأ قبل عرسال وقبل صدامات 2014 وكان جزءً من خطة سماحة – المملوك الشهيرة التي اكتشفت في الوقت المناسب لتمنع مجازر وتداعيات لا يعرف أحد مداها.

سار المشروعان على خطين متوزاين، المشروع الأول بات صعب التحقيق بعد التدخل الروسي في سوريا وضبط الروس لحركة النظام ضمن استراتيجية محددة رغم التأثيرات الإيرانية وتعبيراتها هنا وهناك وأدى التقدم في انهاء منظمات الأرهاب ليس فقط إلى انهاء أحلام سابقة للمعارضين السوريين بل إلى حصر بقايا المنظمات الإرهابية في بقع صغيرة  في غرب القلمون وعلى الحدود اللبنانية وهي بقع باتت ساقطة منذ شهور طويلة خصوصاً بعد سيطرة النظام على حمص والقلمون الشرقي وفتح الطريق إلى دمشق ثم السيطرة على الزبداني ومضايا ووادي بردة بمشاركة الروس واشرافهم .

الجيش عرسال

أما المشروع الثاني الذي قام على الاثارة الطائفية الداخلية عبر التحريض على عرسال والتصريحات النارية الذي شارك في اطلاقها مسؤولون ووزراء لقد انتهى نتيجة وعي أبناء عرسال أولاً ووعي القيادة السنية ممثلة تحديداً برئيس الحكومة سعد الحريري وأيضاً بالمواقف الحازمة التي عبرّت عنها قامات وطنية.

فشل المشروعان اذا، المشروع البعثي المملوكي باستعمال عرسال وقوداً لاراحة نظام الأسد والمشروع المذهبي اللبناني المحلي القصير النظر الذي اعتقد إنه بكسر عرسال يضمن هيمنة مذهبية على خط حمص دمشق وصولاً إلى الساحل السوري.

ما جرى أخيراً لا يفهم إلا بالتدقيق في مصائر هذين المشروعين وليس في الرواية الموحدة لمحطات التلفزة المحلية.

(الأنباء)