سليمان حمدان… النقابي العصامي

هيام كيروز (النهار)

حين يتعلق الأمر بعامل هددت حقوقه، تتحوّل نبرة النقابي سليمان حمدان من لطيفة وهادئة إلى عالية وحادة، بل شرسة.
يتابع رئيس الاتحاد المهني للكيميائيات وعضو المجلس التحكيمي سليمان حمدان، قضايا العمال المصروفين تعسفياً من أعمالهم من دون تعويض، أو الذين لحق بهم غبن بسبب عدم تسجيلهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أو أولئك الذين لم يحصلوا على كامل حقوقهم.
لم يخذل حمدان يوماً عاملاً لجأ إليه، بصرف النظر عن أي قضية حق، بل دأب ولا يزال، على التصدي لأي محاولة للنيل من حق العامل، حتى ولو لم يكن يشغل عملاً من ضمن قطاع المهن الكيميائية.
وهو لم ولا يتوانى عن طرق أبواب وزارة العمل أو صندوق الضمان الاجتماعي ومجالس العمل التحكيمية وأصحاب العمل لإعادة الحق إلى أصحابه، مطالباً ومفاوضاً، لإعطاء الفرصة لصاحب العمل. وإذا أصر هذا الأخير على التعنّت، فهو يلجأ إلى كل الأطر القانونية التي تكفل نيل العامل حقه من دون الاعتداء على حق صاحب العمل.
وفي وقت شهدت فيه الحركة النقابية على مدى أعوام، تدنياً في مستوى الأداء، يشكل حمدان مثالاً للنقابيين الذين حرصوا على التواصل مع القواعد العمالية واعتمدوا على مواقعهم للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة.
ويشكل السلوك النقابي لحمدان اضاءة على مفهوم “النقابية” في وطننا، وينقله من وظيفة شكلية وموقع وجاهة، من دون قضية، إلى مهمة ورسالة من دون انتظار أي جزء.
سليمان حمدان، بوركت نموذجاً للمناضلين النقابيين المنحازين إلى حقوق العمال وقضياياهم.

(*) أمينة العلاقات العامة في اتحاد نقابات عمال الطباعة والإعلام