“الأنباء” تواكب معركة عرسال: مصير التلّي رهن المفاوضات!

شارفت معركة عرسال على الإنتهاء. إستطاع حزب الله تحقيق ما يريده، وهو لن يتأخر ليخرج ويعلن الإنتصار ليس في هذه المعركة فحسب، بل في كل المعارك التي إختار خوضها، والاهم أنه نجح في تحقيق ما أراد تحقيقه منذ الدخول إلى الحرب السورية، بأنه تمكّن من تأمين الحماية النهائية للأراضي اللبنانية عبر السيطرة على الحدود اللبنانية السورية وطرد المسلّحين من كل تلك المناطق.

في المرحلة الرابعة لمعارك جرود عرسال، تمكّن حزب الله من السيطرة على وادي العويني ووادي الخيل، وهما المعقلين الأساسيين لجبهة النصرة، واللذين كانت الجبهة تتخذ منهما مقرين رئيسيين الأول لغرفة عملياتها والثاني مركزاً لقيادتها. وبعد تحقيق الحزب لهذا التقدّم إنحصر وجود النصرة على بقعة لا تتجاوز العشرين بالمئة من مساحة جرود عرسال، إذ أن معظم مقاتلي الجبهة أصبحوا محصورين بين معبر الزمراني الإستراتيجي، ومخيمي وادي حميد والملاهي.

والمعروف أن معبر الزمراني يقع على تقاطع إستراتيجي في الجرود، إذ منه يمكن الدخول إلى بلدة عرسال، كما يمكن الدخول إلى العمق السوري، لكن الاهم أن الجهة الشمالية الشرقية لهذا المعبر، يسيطر عليها تنظيم داعش، وبالتالي فبحال قررت قيادة النصرة برئاسة أميرها أبو مالك التلّي الإنسحاب إلى الداخل السوري فإن ذلك سيحتم عليه المرور عبر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وهذا غير مؤمن حتى الساعة ويحتاج إلى مفاوضات.

444

بحسب ما تكشف مصادر “الأنباء” فهذه المفاوضات قد بدأت منذ ساعات بعد ظهر الإثنين، على خطين الاول بطريقة غير مباشرة عبر هيئة علماء القلمون مع حزب الله، بهدف إنسحاب عناصر النصرة إلى الداخل السوري وتحديداً نحو إدلب، وهنا تنفي مصادر متابعة لـ”الأنباء” أن يكون التلي رافضاً للذهاب إلى إدلب لان لديه خلاف كبير مع قادة النصرة هناك، معتبرة أن هذا الكلام يدخل في إطار الضغط والتهويل. ومن جهة ثانية، عملت هيئة علماء القلمون على مفاوضات غير مباشرة مع تنظيم داعش للسماح للتلي الإنتقال إلى الداخل السوري عبر المرور بالأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.

وفيما يبدو لافتاً أن حزب الله لم يبدأ المعركة ضد تنظيم داعش بعد، تشير مصادر قريبة من الحزب لـ”الأنباء” إلى أن المعركة مع داعش ستحصل بمرحلة لاحقة، إذا ما أصر التنظيم على البقاء في الجرود ورفض الإنسحاب إلى الداخل السوري، لافتة إلى أن هناك نصائح عديدة توجه إلى قيادة التنظيم في الجرود، لاجل إقناعها بالإنسحاب، كي لا تلقى المصير نفسه الذي لقته جبهة النصرة.

أما بالنسبة إلى سرايا أهل الشام التي أعلنت وقف إطلاق النار قبل يومين، بناء على إتصالات جرت مع حزب الله والجيش اللبناني، وإتفاق على إنسحابها من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، فتشير مصادرها لـ”الأنباء” إلى أن وجودها في مخيمي وادي حميد والملاهي تحت سيطرة الجيش اللبناني لن يطول، وهي ستنتقل خلال الأيام القليلة المقبلة إلى القلمون الشرقي، بسلاحها بناء على إتفاق شامل جرى الإتفاق عليه، وترفض المصادر الكشف عن تفاصيل هذا الإتفاق.

(*) ربيع سرجون – “الأنباء”