في “الأنباء”: الحريري في واشنطن والعين على الميدان السوري!

بدأ الرئيس سعد الحريري زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية سيلتقي خلالها كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ولا شك أن الزيارة تأتي في لحظة مفصلية لجهة التطورات الإقليمية والدولية، وما يرتبط بها من ميدانيات وعمليات عسكرية تشهدها جرود بلدة عرسال البقاعية.

لدى الحريري جملة ملفات سيطرحها مع المسؤولين الاميركيين، وأبرزها استمرار المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، والبحث في إمكانية عدم تأثير العقوبات الأميركية التي ستفرض على حزب الله على الإقتصاد اللبناني، وثالثاً البحث في ملف اللاجئين السوريين، في ضوء التطورات الأميركية الروسية حول سوريا.

وبحسب ما تلفت مصادر متابعة للزيارة، فإن الحريري يهدف إلى استشراف آفاق المرحلة المقبلة في سوريا، لا سيما بعد الإتفاق الأميركي الروسي حول الجبهة الجنوبية، واللافت أن الزيارة تأتي بالتزامن مع المعارك التي يخوضها حزب الله في جرود عرسال لطرد الفصائل المسلحة من هناك وإعلانه السيطرة الكاملة على كل الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، وهذا ما يعتبره البعض أنه يحصل مقابل غض نظر دولي عن ذلك، لانه يأتي في سياق المقايضة بين إنسحاب الحزب وحلفاء إيران من الجنوب السوري، وتعزيز مناطق نفوذهم على بقع أخرى من الجغرافيا السورية، وتحديداَ في الوسط، وبذلك ستصبح منطقة النفوذ الإيرانية في سوريا تمتد من الشرق على الحدود العراقية السورية، إلى دمشق وريفها وصولاً إلى حمص.

لكن اللافت أيضاً أن كل هذه التطورات تأتي بعد تصعيد أميركي ضد حزب الله، لجهة الدعوات الأميركية لنزع سلاحه ووقف نشاطاته التخريبية في المنطقة، وإقرار قانون العقوبات بحقه لتجفيف منابع تمويله، وفي معرض التعليق على الدعوات الأميركية لنزع سلاح حزب الله، يعتبر المستقبليون أنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الإدارات الأميركية المتعاقبة موقفاً كهذا، لكن من دون إتخاذ أي إجراء عملاني. بالتالي، فإن كل ذلك يبقى في إطار الكلام. أما إذا كان هناك توجهات جدية لذلك، فهذا يعني أنه سيكون هناك حرب في لبنان، ولا مجال للمزاح في هذا الموضوع.

ويشير المستقبليون إلى أن هناك مأزقين يواجههما لبنان. الأول هو إمكانية إندلاع حرب تريد واشنطن شنّها لتحجيم نفوذ حزب الله، كما تقول، وهذا ما سيؤدي إلى دمار البلد. أما المأزق الآخر فهو أن تحصل تسوية بين واشنطن وطهران، ومن ضمنها حزب الله. بالتالي، فإن ذلك سيعني مزيداً من سيطرة الحزب على البلد وإيران على المنطقة، في إطار إعتراف دولي.

سيحاول الحريري في واشنطن استشراف آفاق المرحلة المقبلة، لا سيما في موضوع الإتفاق الأميركي- الروسي، وما سيحمله من إنعكاسات على لبنان والمنطقة، وكيفية رسم المناطق الآمنة، وإذا كانت مناطق النفوذ ستتعزز أكثر، وما هي المنطقة التي ستكون من نصيب إيران.

(*) ربيع سرجون – “الأنباء”