“صائد الكنوز” في شباك الموت… رحل إبراهيم نجم!

بيروت- الأنباء 

أحبّ البحر وعاش في كنفه كما يعيش الابن في حضن والده، تعلّق بأسراره حتى تخطى كل الحدود في أعماقه بحثاً عن كنوزه الدفينة، فاستحق لقب “صائد الكنوز” الذي لم يتعب يوما ولا عاتب البحر حينما تركه رهن عكاز ما عاد يقوى على السير من دونه على إثر مشاركته في عملية إنقاذ لقارب غارق. إلا أن “صائد الكنوز” هذا قد علق أخيراً في شباك الموت … رحل إبراهيم نجم.

في عين المريسة ولد وعاش كل حياته، بين صياديها وأهلها الطيبين، أمضى حياته في البحر صياداً ماهراً وباحثاً عن بقايا السفن الغارقة في بحر بيروت، فجمع منها مئات القطع النقدية والعملات والجرار والاسلحة والسيوف، والتي تحوّلت الى متحف أنشأه في منزله وفتح ابوابه امام قاصديه من طلاب وزوار مجاناً.

IMG-20170721-WA0036

المتحف ينقسم إلى جزءين، كما ورد في تحقيق منشور في جريدة “الاخبار”، أحدهما للمقتنيات البحرية ويضم ثمار البحر والأسماك المحنطة (كالقرش والتوتيا وكلاب البحر…) والأصداف البحرية ومقاود السفن، إضافة إلى أقدم بدلات الغطس، والثاني يحتوي على تحف قديمة ونادرة، كالساعات واللوحات والقناديل والبنادق والخناجر والفونوغرافات وغيرها، إلى لوازم المهن القديمة كمعدات المنجّد والمجلّخ والمبيّض والحداد العربي والكاميرات القديمة والدكتيلو والمكاوي على الفحم وماكينات الخياطة القديمة.

p11_20170529_pic1

ومن أبرز زوار متحف إبراهيم نجم كان يوما رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي نشر حينها صورة له برفقة نجم وشقيقه معلقاً: “زرت منزل السيد إبراهيم نجم وقد كان غطاساً معروفاً وفي بيته متحف جميل. كتب عنه روبرت فيسك في الاندبندنت”.

وأردف: “اليوم كانت رحلة ذكريات قديمة وجديدة. قديمة إذ تتذكر بيروت القديمة التي جرفتها سوليدير وما تبقى يقضى عليه بتلك الناطحات السحاب البشعة”.

وبرحيل نجم تخسر بيروت ذخراً من كنوزها المطمورة في زمن الباطون والاسفلت، على أمل أن يحظى متحفه بالاهتمام اللازم بعد رحيله بعدما ترك فيه عصارة عمره وتعب حياته وتحقيق رغبته بتخصيص مساحة أوسع في عين المريسة لاحتضان متحفه، والتي لم تلق آذانا صاغية رغم مطالبته المتكررة لنواب العاصمة.

أسرة تحرير جريدة “الأنباء” تتقدم بالتعازي الحارة من عائلته وأهالي بيروت.

IMG-20170721-WA0037

(الانباء)