وحدة سوريا مرهونة ببقاء “الديكتاتور”!

د. صلاح ابو الحسن

غريب “غرام” الغرب “الإباحي” وكل دول مجلس الأمن وحتى الأمم المتحدة، بالأنظمة “الديكتاتورية”. منهم من عبّر عن هذا “الغرام” بوقاحة وعهر واعلنوا تأييدهم الصريح والعلني له. ومنهم من عبّر بالدعم العسكري والمادي والمعنوي. ومنهم من عبّر بالصمت المريب والمهين. ومنهم من دعم الديكتاتور بالمسلحين والإنتحاريين المستوردين والمبرمجين..
تعددت الجهات والأسباب، لكن الهدف واحد وهو ان العرب ودول العالم الثالث غير مؤهلين لـ”الديمقرطية” والحرية.. ولا يستحقونها.. ولأن الغرب يرتاح اكثر للأنظمة الديكتاتورية المخابراتية التي تسهُل قيادتها وتوجيه سياساتها بما يخدم مصالحهم عامة ومصالح اسرائيل بشكل خاص..
طبعا، أنظمة “العربان” مؤيدة وبقوة لـ”غرام” الغرب.. بأنطمتهم المخابراتية الديكتاتورية.. ولكن هذا الغرام لا ولن يدوم، فهم كانوا مغرومين بـ”شرطي الخليج” شاه ايران وعندما انتهت “صلاحيته” انقلبوا عليه وسهّلوا وصول “الإمام الخميني” بالتوطؤ مع الفرنسيين.. وعندما انتهت صلاحية صدّام حسين ورّطوه في ايران ثم في الكويت ثم أعدموه وصولا الى انهاء القوة العسكرية المهددة لإسرائيل.. نعم، سيأتي الدور على الجميع عاجلا ام آجلا.. ومن يعش يرى..
في الخليج وفي السعودية تحديدا، هل ننسى ان احد عناوين الحملة الإنتخابية للرئيس دونالد ترامب؟؟.. بتدفيع المملكة اثمانا مادية لحمايتها ودعمها، مع مفعول “رجعي” على مدى الخمسين عاما الماضية.. وبداية الغيث كانت الصفقة “المشبوهة” بأكثر من 300 مليار دولار وهي دفعة اولى على الحساب!!.. والحبل على الجرّار.. ولكن هذا لن يحميها من المؤامرة الأخطر بتقسيم المملكة السعودية واعادة النظر بخرائط كل دول الخليج.. وفي العراق “التقسيم” مسألة وقت.. وفي ليبيا وفي اليمن بات التقسيم امرا واقعا بانتظار الإعلان الرسمي..

assad
اما في سوريا وهي بيت القصيد.. وبعد اعلان الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس الأميركي دونالد ترامب ان أزاحة الديكتاور بشار الأسد وبالتالي “عصابته” ونظامه لم تعد “اولوية”.. ودعوة ماكرون للحوار مع نظام الأسد.. انما يعني التحاقهم بقرار “القيصر” وتأييدهم لإعادة انتخاب الاسد رئيسا لدورات مقبلة.. ولا تتفاجؤا ابدا بهذه الصفقة الروسية – الأميركية..
نعم الشعار الغربي والروسي والأممي بـ”اولوية مكافحة الإرهاب” ترجمته “صك براءة” دولي للمجرم بشار الاسد وصك براءة للنظام الذي قتل شعبه بالسلاح الكيماوي والبراميل والتجويع.. وسبق لهذا النظام، وعلى مدى نصف قرن، ان قتل عشرات الآلاف في سجونه وزنزانات واقبية مخابراته.. ولا نغالي اذا قلنا ان سوريا الأب والإبن، كانت ولم تزل، سجنا كبيرا للمثقفين والمفكرين والسياسيين المعارضين من السوريين والعرب.. وبين المعارضوين نساء واطفال.. ويُقال همسا بين المواطنين السوريين “الداخل الى السجن مفقود والخارج مولود!!..”.. ولكن للأسف يندر وجود المواليد في سجون النظام..
مشكلة الغرب انه لا يريد الإعتراف بحقيقة ناصعة: ان الارهاب هو نتيجة دعمهم لأنظمة الاستبداد.. ولذلك، ان يتضامن العالم مع الديكتاتور وان يرى العالم الغربي ان المجرم هو الحل.. لا يبشُر يمستقبل ديمقراطي ولا يبشّر بعالم حر..
نحن ننتقل من شعار: يا “عمّال العالم اتحدوا..”. الى شعار: يا ديكتاتوري ونازيي العالم أتحدوا..”.
من يعتقد ان القضاء على داعش من الموصل الى الرقة، يعني القضاء على الإرهاب، هو واهم جدا.. فالداعشية باتت في عقول كل الطوائف وفي كل دول العالم دون استثناء أحد.. غربا وشرقا.. ففي دماغ كل شخص “بذرة” اسمها “داعش” او سمّها ما شئت.. وقد تظهر تحت تسميات متعددة.. بانتظار ان يظهر “الملاك الحارس” ليوقظها… وما أكثر هؤلاء “الملائكة” امثال بشار الأسد والقيصر والعم سام وبني اسرائيل وولي الفقيه الفارسي وادواته الإلهية..
الم تظهر “الداعشية” من قبل تحت اسم “الاخوان” في مصر ضد الرئيس عبد الناصر ثم ظهرت باسم “قاعدة بن لادن” في افعانستان ثم باسم “طالبان” ضد “الإلحاد” الشيوعي، ثم باسم “فتح الإسلام” في نهر البارد ردا على إخراج النظام السوري من لبنان، واخيرا باسم النصرة وداعش.. لتبرير ضرب وقتل الشعب السوري لإجهاض الثورة السورية..
وكل التسميات ابوتها ومرجعيتها واحدة وكلها اختراع اميركي.. بالتكافل والتضامن مع النظام الأسدي الديكتاتوري الذي أطلق “نواة” داعش من سجونه.. و”مغناطيس” النظام استدرج أقرانه من كل اصقاع العام بالتعاون مع ايران، لوضع العالم امام خيارين: داعش او الأسد.. ونجح..
السؤال اين سيختفي الدواعش بعد “خرافة” القضاء عليه في الموصل والرقة؟؟ الأرجح انه سيلقى موطنا آمنا في ايران وسوريا كما حصل مع فلول تنظيم القاعدة.. ليكونوا غب الطلب عند الحاجة.. نعم، صناعة داعش اي (الإرهاب) اختصاص ايراني سوري “حصري”.. برعاية اميركية.. ولكن ليعلم الغرب وكل العالم ان صناعة الإرهاب اسهل بكثير من تدميره.. وحذاري.. حذاري.. من ايران والنظام السوري.. وتدمير أفعى الإرهاب يبدأ بقطع الرأس لا الذيل.. فإيران تحتاج الى داعش 2 و3 و10 لاستكمال مشروع تصدير الثورة والهلال الشيعي.
وللتذكير فقط، فان بذرة او “نطفة” الإرهاب بدأت مع حزب “البعث” وتصفياته لقادة حزبه.. الم ينظّم بقايا هذا الحزب الى “الدواعش” في العراق وخاصة في الموصل؟؟ الم يصدّر البعث السوري ارهابه الى لبنان واغتال قياداته الوطنية والتقدمية؟؟ الم يصدّر ارهابه الى الشعب الفلسطيني؟؟ وهل ننسى إرهابه وسياراته المفخخة في العراق.. والمثال الحي اليوم إرهابه ضد اطفال ومثقفي شعبه..
العرب وكل العالم الثالث ومنذ قرون لا يعرفون معنى الحرية والديمقراطية.. وهذا هو الجيل العربي الثاني وربما الثالث الذي لم يتذوقها.. والخوف ان يعتاد غيابها.. وربما يكون هذا الغياب سببا لوقوف بعض الشعوب ضدّ الحرية والديمقراطية..
والغرب والدول المسماة حرّة لم تعرف الأنظمة الديكتاتورية والمخابراتية وعذابات السجون.. وربما يكون ذلك سببا لعدم تعاطفهم مع الشعوب المضطهدة.. فهل علينا تبادل الأدوار؟؟ ربما..
نعم، يا شعوب العالم انتم اليوم في عصر ولاية “الفرس” وولاية “القيصر الأكبر” وولاية “العم سام” وحتما في ولاية “بني صهيون”.. وفي عصر: “يا ولايات العالم إتحدوا”.. ضد شعوب وعمال وفقراء العالم!!…
ايها العالم الحر.. لا تبجثوا عن خلايا داعش “النائمة” في أي مكان.. فغدا ستفرّخ وتتكاثر في اماكن أخرى.. وبأسماء مختلفة لان بذرنها هي فيكم وفي سياساكم واحزابكم وانتم من أيقظها..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!