جبهة عرسال: سقطت المفاوضات وهذه خيارات المسلحين

سقطت المفاوضات، لم يعد هناك سوى خيار من إثنين، إما إنسحاب المسلحين بسلاحهم الفردي وبالباصات الخضراء من الجرود إلى الشمال، او المعركة المحسومة والتي ستكون خاسرة بالنسبة إليهم. كل المبادرات سقطت، وقد علمت “الأنباء” أن المفاوضات تحت النار قد تبقى قائمة، إذ يعتبر حزب الله أنها قد تشكل دفعاً لمسعاه، الذي يقضي بإنسحاب المسلحين من المنطقة بدون استكمال المعركة حتى النهاية، وفي هذا الصدد تكشف مصادر متابعة لـ”الأنباء” أن منتصف ليل أمس، ذهب وفد من عرسال إلى الجرود خلال فترة توقف فيها القصف لإعادة تجديد المفاوضات. وقد حمل الوفد عرضاً لأبي مالك التلّي يقضي بمغادرته المنطقة مع خمسين شخصاً يختارهم الى الشمال السوري، لكن التلّي رفض ذلك، وطالب بأن يغادر عبر مطار بيروت إلى تركيا مع 500 من مسلحيه وبعض العائلات.

هذا الرفض أدى إلى توقف المفاوضات مجدداً وعودة عمليات القصف بشكل مركز، إذ جرى استهداف مراكز عديدة لجبهة النصرة في الجرود، لا سيما في وادي الخيل، المنطقة التي تعتبر المعقل الأساسي للنصرة.

وبمجرد الإعلان عن سقوط خيار المفاوضات، والتي لم تكن تفصيلية وواسعة بحسب المصادر، فإن القصف بدأ يشتد من قبل الجيش السوري على مواقع المسلحين في الجرود، وكذلك بدأ حزب الله بعمليات قصف متقطع لمواقع جبهة النصرة. وتشير المصادر القريبة من الحزب إلى ان المعركة ستحصل خلال ساعات، من دون إعطاء أي إحداثيات، مع إلإشارة إلى أن الجيش اللبناني سيكون شريكاً فيها، بشكل معين هو يريده ويختاره، وهو كان قد بدأه عبر تعزيز مواقعه ونشر قواته المؤلفة من حوالى أربعة آلاف عنصر على التلال المشرفة على بلدة عرسال، بشكل فرض طوقاً حول البلدة، لأجل منع المسلحين من التسلل إلى المخيمات والإقتراب إلى داخل البلدة كي لا يتكرر سيناريو آب 2014.

وفي تقديرات الحزب، فإن المعركة ستكون خاسرة حتماً بالنسبة إلى المسلحين، مع الأخذ في الإعتبار أن معارك قرى القلمون الغربي في العام 2013، كانت أصعب من هذه المعركة، نظراً للمساحات الشاسعة ولوجود مناطق سكنية، أما اليوم فالمعركة محصورة في بقعة جغرافية معينة. وتشير المصادر إلى أن هناك إختلافاً في وجهات النظر بين المسلحين، فمنهم من يريد القتال ومنهم من يرفضه ويوافق على الشروط، وبالتالي فهناك توقعات بأن الإنسحاب سيحصل مع بدء المعركة، وبذلك يكون المسلحون اختاروا الطريقة التي يريدونها للإنسحاب، بدون الخروج في الباصات الخضراء، بعد إلقاء سلاحهم، حين يشتد الضغط عليهم.

وبحسب ما تشير المصادر، فإن حزب الله سيبدأ هجومه البرّي خلال الساعات المقبلة، من الجهة السورية، وبالتالي هو لن يدخل إلى بلدة عرسال أو أراضيها، ولن ينطلق في هجومه من الجهة اللبنانية، كي لا يرد المسلحون باتجاه الأراضي اللبنانية، وتلفت المصادر إلى أن الحزب سيشن هجومه من محورين رئيسيين، مع ترك معبر آمن للمسلحين إذا ما أرادوا الإنسحاب والمغادرة.

(*) ربيع سرجون – “الانباء”