شهيّب: مصالحة الجبل كانت المدخل لمصالحة كل لبنان

أكد النائب أكرم شهيب خلال تمثيله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في إحتفال توقيع كتاب “القوات اللبنانية قصة النضال السري” للإعلامي نجم الهاشم، في ذكرى خروج رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من الإعتقال، إلى أنّ “بعد أن أحرقت حرب الجبل الأمل والفرح، أدرك جنبلاط أنّ كلفة أي تسوية تبقى أقلّ من كلفة الحرب الباهظة، كما أدرك أنّ خلاص الوطن والحفاظ على صيغته الفريدة لا يكون إلّا بالخروج من متاريس الطوائف، إلى رحاب العيش المشترك على قاعدة الإعتدال واحترام خصوصيّة الآخر”، مشيراً إلى أنّه “كي لا يبقى لبنان أسير المؤامرة الخبيثة الّتي خرّبت سلمه الأهلي، بادر جنبلاط منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب، إلى دعوة المهجرين للعودة إلى قراهم في الجبل”.

وأكد شهيب “أنّنا مضينا أكثر تصميماً لإتمام مصالحة الجبل الّتي شكّلت مدخلاً لمصالحة كلّ لبنان، والّتي تحقّقت بمباركة البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في زيارته التاريخية إلى المختارة”، موضحاً أنّ “جعجع تحوّل إلى حليفٍ خفّي ومخفيّ في زنزانته في تلك المرحلة، فعاد الجبل إلى الجبل بتاريخه وحاضره ومستقبله الحاضن للشراكة الوطنية والعيش الواحد”.

وقال شهيب أنّ “الكتاب يحمل قصّة الحياة حين تنتصر على الموت، وقصة اليد المُضرجة حين تقرع بثبات باب الحرية الحمراء”، مركّزاً على أنّ “جعجع دخل إلى السجن من بابه الصغير كقائد لميليشيا مسيحيّة، وخرج منه من بابه العريض كزعيم وطني لحزب سياسي يُناضل من أجل الحرية والوحدة الوطنية والعبور إلى الدولة”، لافتاً إلى أنّه “خرج ليشكّل مع رئيس الحكومة سعد الحريري وجنبلاط وآخرين القيادة الفاعلة لقوى “14 آذار” الّتي استطاعت أن تكسر القيد وتُخرج الجيش السوري من لبنان، وتنهي عهد الوصاية”.

وشدّد شهيب على أنّ “الحرب اللبنانية كانت صراعاً بين أفرقاء، كلّ منهم يدافع عن لبنان من وجهة نظره. وكان التدخل الخارجي هو الصاعق الّذي فجّر تلك الحرب الّتي أعاقت تطوّرنا وتقدّمنا، وقضت على الكثير من قياداتنا الوطنية”، مبيّناً أنّ “الكتاب أرَّخ صمود جعجع في سجنه وصمود زوجته النائبة ستريدا جعجع خارجه، وتماسك شابات وشباب “القوات اللبنانية” حتّى حانت ساعة الحرية وخرج جعجع من السجن، وخرج حزبه إلى العلن بعد أن تعرّض للحلّ. كما أنّه أضاء على هاماتٍ وطنيّة استثنائيّة بتاريخ لبنان الحديث، فوثّق بكلّ أمانة تاريخيّة ملحمة نضالات تلك الهامات الكبيرة، منهم من سقط من أجل حرية وعزّة وسيادة لبنان، ومنهم من ما زال مستمرّاً في حمل مشعل القضية”، مؤكّداً أنّ “العبرة المستقاة من الكتاب أنّ المحتلّ دخل أرض لبنان ونكّل واضطهد أحراره حين اختلف وتقاتل اللبنانيّون فيما بينهم، وخرج وهُزم المحتلّ حين توحّد اللبنانيّون وناضلوا وكافحوا”.

وتخلل الإحتفال كلمات لعدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية.

(الأنباء)