مستقبل إيران في سوريا!

جليل الهاشم

أين هي المنطقة الثانية التي تحدث عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سوريا؟

خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد ترامب على أهمية منطقة وقف إطلاق النار التي اتفق عليها مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين في جنوب سوريا وعلى ضرورة تثبيتها في الوقت الذي كان الأردن يكشف أن تفاصيل إدارة هذه المنطقة والإشراف عليها يجري بحثها بدقة بين الأردن وروسيا وأميركا.

ولكن ترامب لم يكتفِ بالإشارة الى ما اعتبره إنجازاً للتعاون مع روسيا بل ذهب أبعد من ذلك وقال ان منطقة أخرى لوقف النار يجري الإعداد لها على الارض السورية المشتعلة.

ويرجح المراقبون ان تكون هذه المنطقة تلك المحاذية للحدود التركية خصوصاً في محافظة ادلب التي تسيطر عليها او على الاقل في اجزاء كبيرة فيها جبهة النصرة تحت اسمها الجديد “هيئة فتح الشام” .

هذه المنطقة أقرت من حيث المبدأ من ضمن المناطق التي جرى الإتفاق عليها في أستانة لكن مثلها مثل المنطقة الجنوبية تحتاج الى رعاية اميركية. فالمعني فيها هو تركيا وأي تثبيت لوقف النار فيها سيتطلب مشاركة تركية الى جانب الروس والأميركيين كما ستتطلب محاصرة جبهة النصرة التي رفضت حتى الآن كل مشاريع وقف اطلاق النار او التفاوض وهي المصنفة اصلاً تنظيماً ارهابياً لوصفها فرعاً من فروع القاعدة.

iran-syria

ظروف محاصرة هذا التنظيم بدأت تنضج فقطر كانت متهمة بدعمه ورعايته وهي اليوم بحاجة الى تأكيد مصداقيتها ورفضها للإرهاب. وليس أمامها إلا الساحة السورية لترجمة الإلتزامات المطلوبة منها. وبدا لافتاً ان الجيش الحر الذي حوصر وضرب في السابق لمصلحة الرايات السود عاد للتحرك بقيادة أركانه الموجودين في تركيا، وتشهد منطقة جبل الزاوية وجسر الشغور الاستراتيجية في محافظة ادلب تحركات وصدامات تمهد لضرب النصرة ومحاصرتها وتوفير ظروف قيام المنطقة الامنية الثانية برعاية الثلاثي الاميركي الروسي التركي.

إيران وحدها تبدو مستبعدة عن التسويات الامنية المطروحة وقد جنّ جنونها لما حصل في الجنوب وستكون أكثر انزعاجاً لما يمكن ان يحصل في الشمال. أما ما سيثيرها أكثر فهو لغة ترامب وماكرون سوية عن ان الهدف ليس ازاحة الاسد بل التمهيد لتسوية شاملة. هذا الكلام هو الأكثر إزعاجاً لإيران التي تحتمي خلف شعار حماية الأسد ونظامه فيما بدأ العالم يسحب منها ورقة التين هذه التي باتت محترقة.

(الأنباء)