في “الأنباء”: لهذه الأسباب حذّر جنبلاط دروز فلسطين من الفتنة!

في عدد من قرى الجليل والكرمل، حيث يفيض الخير في تلك الأرض الكريمة التي تبقى أرض العطاء والخير مهما دنسها الإحتلال، يعيش العرب الدروز تحت سلطة الإحتلال الاسرائيلي بعدما رفضوا أن يتركوا أرضهم ويرحلوا، فدفعوا ثمن الصمود في الأرض مزدوجاً، فلا هم بأبناء الكيان الغاصب ولا علاقة عادت لتربطهم بعمقهم العربي والإسلامي بشكل يومي، إلا أن النسيج الإجتماعي المتنوع لعرب 48 من مسلمين ومسيحيين بقي أيقونة للتعايش والتنوع ومخرز في عين الكيان الإسرائيلي الذي يسعى منذ قرن إلى إرساء الوطن القومي لليهود وكل نموذج مختلف يعاديه.

أما الثمن الأغلى الذي يتكبده كل عرب 48 وليس فقط الدروز فهو التجنيد الإجباري الذي يفرضه الإحتلال الإسرائيلي عليهم، وهناك عدد غير قليل منهم من مسلمين ومسيحيين في عداد الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي ولّد حالة رفض داخلية بدأت تبرز مؤخراً كحملة “أرفض شعبك بيحميك” وجمعية “بلدنا” التي تدعو الشباب إلى رفض التجنيد الإجباري، وهو ما أدى إلى تضييق إسرائيلي على هذه الجمعيات وتلك الشبيهة بها والتهمة تحريض الشبان العرب من الطائفة الدرزية على عدم تأدية الخدمة العسكرية والخدمة المدنية.

كما لم تقف حالة الرفض هذه عند أبناء الطائفة في فلسطين فقط، حيث تم توجيه نداءات متكررة لهم من قادة الدروز في الأردن وسورية والجولان ولبنان، وقد تكون أعلى هذه النداءات تلك التي يحرص رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط على توجيهها لهم بين الحين والآخر برفض التجنيد حرصاً عليهم وعلى مسيرتهم الوطنية والقومية الطويلة التي حافظوا خلالها على إنتمائهم وصمودهم بأرضهم وعلى بعدهم العربي والإسلامي، الأمر الذي تجلّى بالزيارات المتكررة التي قام بها العشرات إلى لبنان وسورية والأردن كاسرين جدار الإحتلال ومتحملين أحكام السجن لدى عودتهم إلى الأراضي المحتلة.

وقد إستدعت العملية الأخيرة التي نفذها شبان فلسطينيون في المسجد الأقصى تحركاً سريعاً لنشر الوعي والحكمة في صفوف عرب 48، بعدما تبين أن الجنديين الإسرائيليين اللذين قتلا هما من العرب الدروز المفروض عليهم التجنيد الإجباري، كما الشبان الفلسطينيون الذين نفذوا العملية هم من عرب 48، الأمر الذي دعا النائب وليد جنلاط إلى توجيه نداء آخر محذراً من الفتنة وجاء فيه: “إلى العرب الدروز في فلسطين. إحذروا من فخ الفتنة مع إخوانكم العرب التي تريدها سلطة الإحتلال الإسرائيلي”.

الرهان الكبير على حكمة العرب الخاضعين لسلطة الإحتلال بالحفاظ على بعضهم البعض ورفض الفتنة التي تسعى إسرائيل لنصبها بينهم، فوحدتهم تنسف عنصرية كيانها وتنسف أسباب قيامها ونشأتها، وهذا فعل مقاومة وفعل صمود، وعلى عرب 48 ان يدركوا أنهم مقاومون من الداخل ولا بد من يقظة كبرى تبدأ حكماً من رفض التجنيد الإجباري لشبابهم في صفوف الجيش الإسرائيلي.

(الأنباء)