عبد المجيد الرافعي: رمز البساطة والسماحة والوفاء / بقلم فارس اشتي

كتب كثيرون عن عبدالمجيد الرافعي المناضل في مدينته وووطنه وامته،في الشارع والبرلمان والحزب، وسوف يكتب الكثيرون عن تجربته البرلمانة والحزبية.واختلف كثيرون معه وحوله في السياسة والحزب وفي اساليب العمل، الا أنّ من كتب فيه واختلف معه وحوله اكبر فيه ثلاث مزايا:البساطة والسماحة والوفاء.
فحكيم الفقراء في طرابلس حافظ، وهو في اعلى المواقع السياسية والحزبية وبين نخب المثقفين، على لغة التخاطب مع هؤلاء؛ فكان يختصر اعقد التحليلات بمثل شعبي اوبجملة يعبر فيها عن الموقف.
والمناضل البعثي المواجه الصلب لقوى في المدينة وفي الوطن والمباين لأخرين في حزبه، وقد شهد عمره تباينات كثيرة وانشقاقات، حافظ على وداعته واعتداله، دون تخلٍ عن المبدأ، فكان خصما شريفا لمن واجه في السياسة وموئلا للمتابينين في حزبه.
وعبدالمجيد،الإنسان والنائب والمناضل والقيادي، جُبل على الوفاء:
الوفاء لاصدقائه ولرفاقه، فكان يسأل ويتابع شؤون من عرفهم، بغض النظر عن موقعهم الاجتماعي او الحزبي،
والوفاء لمدينته، طرابلس، التي عشقها حتى الثمالة، وكان غيابه القسري عنها حسرة في قلبه، لم يعوضها مااتاحه موقعه الحزبي من رفاه وامتيازت لم يأبها بها، فواصل في بغداد ما كانه في طرابلس ملجأ للبنانين، ايا كان موقعهم وموقفهم .
والوفاء لحزبه، حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي مرّ بظروف صعبة،في العام 1966، وفي الحرب اللبنانية وبعد الاجتياح الاميركي للعراق، فقد قُدمت له الاغراءات ليتخلى عنه، كما قُدم له الرصاص والملاحقة والابعاد، فما وهنت عزيمته وكان الوفاء عنوانه.
عبدالمجيد الرافعي الذي نودعه اليوم شهيدا، وإنْ مات على فراشه،فالشهادة فعل نضال بما نؤمن، سيان قُتل المناضل ام لم يقتل، وقد كان الرافعي مشروع قتيل دائما.
عبدالمجيد تجربة غنية تستحق أن تدرس، كما تستخق تجربة حزبه أنْ تدرس، بعيداعن التجريح والتمجيد، ويحزنني أن مرضه في السنة الأخيرة حال دون حوار اردته، بالتنسيق مع الدكتور بشير مواس، بداية مشروع تسجيل ذلك، املا ان يكون احدهم قد قام بذلك.
العزاء لرفيقة عمره ونضاله ولرفاقه على امتداد المجال العربي والانساني ولمحبيه الذين خسروا سندا لهم، والعزاء لاخصامه، ايضا، الذين خسروا خصما نبيلا وشهماً.