“الاناضول ” تنشر خريطة للمواقع العسكرية الاميركية وواشنطن غاضبة

اعربت وزارة الدفاع الأميركية عن غضبها من نشر وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية أماكن ما بدا أنها مواقع عسكرية أميركية في سوريا مشيرة الى ان هذا الامر يعرض القوات الأميركية للخطر وإن الولايات المتحدة شكت إلى تركيا من ذلك.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية الحكومية كشفت عن مواقع 10 قواعد أميركية في الأراضي السورية، موضحة ان هناك 200 جندي أميركي و75 جنديا فرنسيا من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومترا من المدينة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة لدولة الخلافة.
وقالت الوكالة، في تقرير خاص أعدته بهذا الصدد، إن القوات الأمريكية تستمر، منذ العام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تشمل في هيكله العسكري الأساسي “وحدات حماية الشعب” الكردية، في الشمال السوري.
وأوضحت “الأناضول” أن الولايات المتحدة أقامت قاعدتين جويتين الأولى في منطقة رميلان  بمحافظة الحسكة شمال غرب البلاد في تشرين الأول من العام 2015 والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب شمال البلاد.
وأشارت الوكالة إلى أن القاعدة في رميلان كبيرة بقدر كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية، موضحة أن قاعدة رميلان تعتبر نقطة مهمة تجري عبرها إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سوريا، فيما يأتي جزؤها الآخر عبر الحدود السورية العراقية.
وأشارت الوكالة التركية الحكومية في هذا السياق إلى أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائما إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها.
كما تستخدم القوات الأميركية أيضا كمراكز للقيادة كلا من المباني السكنية ومعسكرات “قوات سوريا الديمقراطية” والمصانع المتنقلة.
ولفتت “الأناضول” في تقريرها إلى أن القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ”الأراضي المحظورة”.
وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، حسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.
أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات “Stryker” للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.
في المقابل، قال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون “نشر معلومات عسكرية حساسة يعرض قوات التحالف لمخاطر غير ضرورية ويمكن أن يعطل العمليات الجارية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأضاف باهون: “في الوقت الذي لا يمكننا فيه التحقق بشكل مستقل من المصادر التي ساهمت في هذا التقرير فإننا سنشعر بقلق بالغ إذا عرض مسؤولون من شريك في حلف شمال الأطلسي قواتنا للخطر عن عمد بنشر معلومات حساسة”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة عبرت لتركيا عن قلقها”.

وكانت العلاقات توترت بالفعل بين أنقرة وواشنطن بسبب دعم الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في حملة لطرد “داعش” من الرقة معقلها في سوريا.