معوض: استطعنا ان نمنع التصويت المذهبي والنسبية جُرِّدت من ايجابياتها

اكد نائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الدكتور كمال معوض “اننا سنخوض الإنتخابات حسب قانون الانتخابات الجديد الذي أقر. كانت ولم تزل لدينا مآخذ كثيرة على هذا القانون، وإن النسبية كما طبقت في هذا القانون قد جُرِّدت من الكثير من إيجابياتها. إنها نسبية على الطريقة اللبنانية بطلاء مذهبي فاقع، وما وُضع من صوت تفضيلي ضمن القضاء هو نوع من القانون الأورثوذكسي المبطّن، ودعوة لأبناء الطوائف أن ينتخبوا مرشحي طوائفهم قدر الإمكان”.

واضاف معوض في حديث لـ “البيان”: “كان لدينا كحزب بعض التصحيحات ضمن هذا القانون كي نحسّن من مفاعيله الإيجابية ، وبشكل أساسي طرحنا الصوت التفضيلي على صعيد الدائرة وليس على صعيد القضاء كي نسمح لبعض الأقليات السياسية أن يكون لها صوت معبّر في الندوة النيابية. من بعض السلبيات التي استطعنا كحزب التغلب عليها في هذا القانون عندما طرح في البداية التصويت المذهبي، كان هذا الأمر ليشكل خطراً كبيراً على وحدة الوطن، وقد استطعنا التخلص منه. إن من إيجابيات هذا القانون أن اللبنانيين سيعتادون على النسبية، وإن كانت مشوَّهة، لأنها مدخل لإشراك مكونات سياسية كانت محرومة من المشاركة في السابق، ربما النسبية ستعطي بعض المجال، وإن كان هذا الأمر صعباً حسب القانون الحالي، لدخول دم جديد ونماذج بعيدة عن الأحزاب التقليدية ربما تعبر عن بعض مزاج الشارع، وبعض الحراك المدني الذي ظهر منذ فترة. هذا قد يكون إيجابياً. نحن كحزب كان لدينا بعض الاعتراضات وموقفنا الذي كان سابقاً مع النظام المختلط. رغم ذلك شاركنا مع الآخرين في إقرار هذا القانون، واستطعنا أن نمنع التصويت المذهبي، ولكن لم ننجح في إقرار الإصلاحات الإضافية وعلى رأسها الكوتا النسائية وحق الإقتراع للشباب من عمر 18 عاماً.”

على صعيد آخر، قال معوض: “للحزب التقدمي الإشتراكي ثقة كبيرة في أداء الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. ونحن نقول إن أمن وطننا لبنان هو من صلاحيات الجيش اللبناني والأمن اللبناني فقط. إنطلاقاً من هذا الأمر، علينا واجب وطني أن ندعم هذا الجيش الى أقصى الحدود. فلنتفهم واقع هذا الجيش. أولاً إمكانياته محدودة، وثانياً يدافع عن وطن أبناؤه غير متحدين. إن الأهواء السياسية بين اللبنانيين ليست وجهات نظر، لكنها تنعكس تصرفات على الأرض أحياناً تبعد كثيراً عن الإنتماء الوطني عند بعد الأطراف. أتفهم هذا الواقع وأتفهم الصعوبات في مكافحة الأعمال الإرهابية، وهذا الوضع ليس محصوراً في لبنان، فإن جميع دول العالم تشكو حالياً من الإرهاب وتبحث عن الوسائل الأنجح لمكافحته. وبالتالي فإن الجيش اللبناني عندما قام بهذه العمليات الإستباقية في جرود عرسال وعندما قام بعمليات المداهمة كان يدافع عن وجود كل مواطن لبناني. وقام الجيش بأعمال بطولية وأصابت بعض جنوده أضرار جسدية، ولحسن الحظ لم يسقط له شهداء. ليس مطلوباً من الجيش اللبناني أن يقدم أوراق اعتماد لجميع القوى السياسية في لبنان قبل القيام بأي عملية. وليس من واجب أي طرف سياسي في لبنان أن يطلب من الجيش إعطاءه خطة مفصلة بجميع العمليات التي سيقوم بها. هذا الجيش الذي يمر في ظروف صعبة قد تصدر عن بعض أفراده أحياناً تصرفات تدعو للمساءلة. ربما خرجت بعض الأمور عن الطريقة المعتادة لتصرف الجيش. قيادة الجيش قادرة على أن تقوم بالتحقيقات اللازمة وأن يخرج منها إجراءات مسلكية إذا اقتضى الأمر. لكننا كحزب نرفض الأصوات المشككة بدور الجيش والتي تعتبر أنه هو من اعتدى على المخيمات. هذا الكلام غير صحيح. فقد قام الجيش بعمليات إستباقية ومداهمات استطاع من خلالها القبض على عدد كبير من الإرهاببين الذين كانوا يخططون لعمليات تفجيرية ضمن الأراضي اللبنانية. نحن وراء هذا الجيش الذي قام بواجبه، ونحن مع إعطائه كامل الدعم السياسي، ونطالب الدولة بتامين الدعم المادي له لكي يقوم بكامل واجباته. أستغرب تلك الأصوات التي خرجت من بعض السياسيين التي اعتبرت أن الجيش هو المعتدي، وشهدنا موجة من التعليقات على الوسائل الاجتماعية المهينة بحق اللبنانيين كشعب وليس فقط كمؤسسة عسكرية”.

وعما اذا هناك مخاوف على لبنان من إعتداءات إسرائيلية، قال: “إسرائيل ليست بحاجة الى حجة لمحاربة لبنان. لكن شخصياً لا أرى حالياً هذا الإندفاع الإسرائيلي للقيام بعدوان على لبنان. تمر إسرائيل بأفضل مراحلها الذهبية منذ عشرات السنين. لم يعد هم محاربة إسرائيل في أولوية سلم أي قوى عربية. أقول هذا بكل إقتناع. أصبح اليوم هم محاربة العدو الداخلي هو الأولوية عند معظم العرب. ولسوء الحظ إسرائيل لا تريد وضعاً أفضل من هذا. فلست أتصور أي وارد للقيام بعدوان إسرائيلي على لبنان لكن من واجبنا أن نكون متحضرين لأي تطور، ويجب أن لا نسمح لأي طرف لبناني أو غير لبناني أن يعطي حججاً للعدو الإسرائيلي للقيام بأي اعتداء على لبنان”.

وعن الدعوات للتفاوض مع النظام السوري لإعادة النازحين، قال: “نحن كمعظم اللبنانيين مع عودة النازحين الى بيوتهم في سوريا لأن مشكلة النزوح السوري في لبنان مشكلة لها تداعيات خطيرة على تماسك الوطن وعلى التركيبة الهشة لمجتمعنا اللبناني. وأي مساعدة في هذا الإطار نحن نرحّب بها. لكن لسنا مستعدين باسم هذا الهدف السامي أن نشارك في آلية تعويم النظام السوري. النازحون السوريون خرجوا من سوريا نتيجة حرب طاحنة كان للنظام السوري الدور الأول في قيامها، ومعظم الذين نزحوا الى لبنان هربوا من بطش النظام السوري. هناك الأمم المتحدة وجمعيات دولية ومجتمع دولي يتابع هذا الموضوع ويمكننا بكل سهول التعاطي بموضوع النازحين عبر المجتمع الدولي الذي بدوره يقيم الصلة مع النظام السوري إذا شاء. نحن لا نخفي رأسنا في الرمال. فنحن نعلم أنه في مكان ما هناك تنسيق أمني يحصل بين بعض الجهات الأمنية اللبنانية والجهات الأمنية السورية. لا نعترض على هذا الأمر. لكن أن تقوم الحكومة اللبنانية بالحوار المباشر مع الحكومة السورية فإن هذا الأمر نرفضه بالكامل”.

وردا على سؤال عما اذا كان التضييق على الإرهابيين في جرود عرسال يجعل من طرابلس المفر الأخير لهم، قال: “شئنا أم أبينا، فإن طرابلس مهما قيل عنها، إلا أنها لم تكن يوماً بيئة حاضنة فعلية للإرهاب. لست أنفي وجود بعض المتعاطفين مع هذه المجموعات، لكن طرابلس لا يجب أن تعود لتكون صندوق بريد لهذه الأمور. أتصور أن وعي الشعب الطرابلسي، وأتمنى وعي القيادات الطرابلسية، إضافة الى العين الساهرة للقوى الأمنية، يجب أن تمنع أي تسرب لهولاء الإرهابيين صوب الشمال. شخصياً، لا أرى أن هذا الإحتمال وارد بشكل كبير. إن الخوف حالياً من البؤرة الوحيدة المتفجرة وهي عين الحلوة، ويجب على القوى الفلسطينية التي هي مؤتمنة على مصالح الشعب الفلسطيني أن تكون عيناً ساهرة الى جانب القوى الأمنية اللبنانية، وأن لا تتساهل في هذا الموضوع، ويجب أن لا تتكرر تجربة نهر البارد في عين الحلوة”.

وعن العلاقة بين النائب وليد جنلاط والرئيس سعد الحريري، قال معوض: “لا ننفي أن هناك بعض الفتور الذي شاب ولا يزال يشوب العلاقات بين النائب جنبلاط والرئيس الحريري. إن المشكلة الحاصلة بين الشخصين ليست كما قيل عنها في وسائل الإعلام أن الخلاف حصل من تغريدة معيّنة صدرت. إنما المشكلة هي خلاف على بعض القضايا السياسية التي برزت خلال مناقشة قانون الإنتخاب، وأبرزها امتعاض الحزب من موافقة تيار المستقبل في مرحلة ما على التصويت المذهبي واعتبرناه يناهض تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري. في السياسة ليس هناك من صداقة دائمة إنما أؤكد أن ليس هناك من عداء بيننا وبين تيار المستقبل، لأنه ما يزال يعبّر عن شريحة واسعة من الإعتدال السني في البلد، وعند الرئيس الحريري طلة وطنية تتعدى البيئة السنية وحدها. لكن كنا نتمنى ان لا يكون تيار المستقبل موافقاً على الدوام على كل ما يطرحه التيار الوطني الحر”.