إرفعوا أيديكم عن النقابات!

بقلم د. وليد خطار

زعماء ونواب وأحزاب وطوائف: إرفعوا أيديكم عن النقابات.

ان الشعار الذي رفعته المارونية السياسية في بداية الأحداث اللبنانية (ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم)، هو الشعار الذي أسقطها وولد عصبية دينية ومذهبية نعيش اليوم في مآسيها.

هذا الشعار البائد هو ما تحاول الدولة تطبيقه مع النقابات وخير دليل تجييشها ما تملك في نقابة المعلمين حيث نجحت بهذا وفِي نقابة المهندسين حيث فشلت بذلك.

أرفعوا أيديكم عن النقابات يا من إستعملتهم هذا الشعب الطيب وقوداً في صراعاتكم وأصبحنا نعيش هاجس البقاء في وطن نفديه بالغالي والرخيص، وبالنسبة لكم نجحتم في تحويله إلى مزرعة ودكان نرفض وجوده كما تريدونه بل نريده وطناً تحترمون افراده وترفعون يدكم عن ابنائه وتتركون لهم حرية خيار ممثليهم النقابيين بعيداً عن عصبيتكم وممثليكم ومحاولات تطويع تنظيمات مهنهم اَي نقاباتهم لتبقى هذه المؤسسات ممثلة للمهن وأفرادها لا لطوائفكم ومذهبيتكم ومحاولات السيطرة على حاضرهم ومستقبلهم وطمس نظالات ماضيهم.

إذا إستعرضنا النقابات التي تسيطرون عليها نجد أنها بمجملها فاشلة ينخرها الفساد وهي مطية لكم، ولن أدخل في التسميات ولكن كل من عمل في النقابات يعلم هذا ويعلم أيضا ان هذه النقابات أصبحت تنفذ أجندات بعيدة عن معاناة وواقع أفرادها.

100

هذا الواقع المرير الذي نعيشه ما هو الطريق لتصحيحه ومواجهته وإعادة النقابات لأصحابها الحقيقيين؟

الحل هو بقيام تحالف عريض عابر للطوائف والمناطق والأحزاب والزعامات ترفع شعار واحد مصلحة النقابات فوق الجميع تدعم في المعارك الانتخابية النقابيين الحقيقيين الذين يسخرون أحزابهم في سبيل نقاباتهم وليس العكس يرفعون مصلحة قاعدتهم النقابية يدافعون عنها ويعملون من أجل تحقيق إنجازات نحن بأمس الحاجة لها ويفكون إرتباط النقابات بالسلطة لتعود النقابات إلى رسالتها وإلى الهدف الذي وجدت من أجله.

إن سياسة تدجين النقابات التي تقوم بها السلطة لن تؤدي إلا إلى زيادة تفككها وخاصة عندما يديرون معاركها الانتخابية على قاعدة ستة وستة مكرر بعيداً عن مواصفات مرشحيها الذين يأخذون هذه المقاعد من باب الترضية لهم وليس دعما لمناقبيتهم.

أرفعوا أيديكم عن النقابات فالمستقبل لا يبشر بالخير!

(*) عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي.

(الأنبـاء)