الجولان على أبواب إنتفاضة رفضاً للجنسية الاسرائيلية!

منذ إحتلال هضبة الجولان في العام 1967وفشل النظام السوري في تحريرها، والاهالي يخوضون معركة الوجود والهوية مع الاحتلال الاسرائيلي رفضا لنيل الجنسية الاسرائيلية أو الخدمة العسكرية الاجبارية، فيما إقتصرت نسبة من يحمل هذا الجنسية فقط على 7%، في ظل قرار دولي يحمل الرقم 497 يرفض الاحتلال ويدين الاجراءات الاسرائيلية.

إلا أن الغفلة العربية والدولية والانشغال الرسمي السوري المتواصل عن الجولان منذ العام 1967، لا سيما في ظل الاحداث السورية ولعبة الامم القائمة على أرض سورية من الشمال الى الجنوب، يبدو انه يغري اسرائيل لفرض ما فشلت عن تحقيقه طوال العقود الماضية.

فالجولان العربي السوري يمر بأخطر المراحل في تاريخه بعد قرار أصدره وزير داخلية العدو الاسرائيلي أريه درعي بإجراء انتخابات للمجالس المحلية في البلدات المحتلّة للمرة الأولى بدلاً من التعيين الذي كان معتمداً طوال العقود الماضية.

ووجّه درعي رسالة إلى رؤساء المجالس المحليّة المعيّنين في قرى الجولان السورية الأربع: مجدل شمس، عين قنيا، بقعاثا ومسعدة، بأن انتخابات ستجرى في قراهم ضمن “الدورة الانتخابية القادمة للسلطات المحلية في إسرائيل، ونحن نبحث حالياً الخطوات اللازمة لإدارة المجالس المحلية في المرحلة الانتقالية حتى موعد الانتخابات العامة”.

وافادت المعلومات الصحافية أن الانتخابات التي قد تُجرى في 30 تشرين الأول 2018 في البلدات الاربعة حيث تتيح لأيّ فرد من هذه القرى الترشّح شرط أن يحصل على الجنسية الإسرائيلية، بعدما كان سلطات الاحتلال تعيّن مجالس محليّة ورؤساء مجالس من المتعاونين معه أو من مستوطنين يهود.

إلا أن موجة رفض شعبية عارمة لهذا القرار أعلنها الاهالي ووجهاء الجولان، ملوحين بانتفاضة شعبية إذا ما حاولت اسرائيل فرض الجنسية عليهم بالقوة.

وكانت إسرائيل عمدت إلى سياسات تضييقية على أهالي الجولان على شاكلة القانون الذي صدر مؤخرا والذي يمنع على الطالب من أهالي الجولان نيل شهادة البكالوريا في حال لم يخدم 200 ساعة “مدنياً” على الجبهة الداخلية للعدو، أي في دورات إطفاء وإسعاف.

فبعدما حاولت اسرائيل مراراً انتزاع إعتراف أهالي الجولان بشرعية الاحتلال وفشلت، على ماذا تراهن في قرارها غير المسبوق هذه المرة، وهل هي مستعدة لتحمّل انتفاضة جديدة لأهالي الجولان شبيهة بانتفاضتهم في 14 شباط 1982 رفضا للهويّات الإسرائيلية، والتي حطّمت آنذاك الآمال الاسرائيلية؟

والى حين اقتراب الموعد المحدد للانتخابات، المطلوب وقفة عربية الى جانب اهالي الجولان ورفع الصوت في المحافل الدولية لوضع حد للسياسات الاسرائيلية واعادة التذكير بأن الدولة الوحيدة التي لا تزال تمارس الاحتلال في العالم هي اسرائيل وتمارس ارهاب الدولة من دون اي رادع.

(الأنبـاء)